766 - لولا ابن عتبة عمرو والرجاء له ما كانت البصرة الرعناء لي وطنا
قيل: سميت بذلك لأنها أشبهت "رعن الجبل" وهو الناتيء منه، وقال ابن فارس: "يقال: رعن الرجل يرعن رعنا" . وقرأ أبي: راعونا، وفي مصحف عبد الله كذلك، خاطبوه بلفظ الجمع تعظيما، وفي مصحف عبد الله أيضا، "ارعونا" لما تقدم. والجملة في محل نصب بالقول، وقدم النهي على الأمر لأنه من باب التروك فهو أسهل.
[ ص: 52 ] قوله: "انظرنا" الجملة أيضا في محل نصب بالقول، والجمهور على "انظرنا" بوصل الهمزة وضم الظاء أمرا من الثلاثي، وهو نظر من النظرة وهي التأخير، أي: أخرنا وتأن علينا، قال امرؤ القيس
668 - فإنكما إن تنظراني ساعة من الدهر ينفعني لدى أم جندب
وقيل: هو من نظر أي: أبصر، ثم اتسع فيه فعدي بنفسه لأنه في الأصل يتعدى بـ "إلى" ، ومنه:
669 - ظاهرات الجمال والحسن ينظر ن كما ينظر الأراك الظباء
أي: إلى الأراك، وقيل: من نظر أي: تفكر ثم اتسع فيه أيضا فإن أصله أن يتعدى بفي، ولا بد من حذف مضاف على هذا أي: انظر في أمرنا وقرأ أبي والأعمش: "أنظرنا" بفتح الهمزة وكسر الظاء أمرا من الرباعي بمعنى: أمهلنا وأخرنا، قال الشاعر:
670 - أبا هند فلا تعجل علينا وأنظرنا نخبرك اليقينا
أي: أمهل علينا، وهذا القراءة تؤيد أن الأول من النظرة بمعنى التأخير لا من البصر ولا من البصيرة، وهذه الآية نظير التي في الحديد: "انظرونا نقتبس" فإنها قرئت بالوجهين.


