آ. (10) قوله تعالى: وما جعله : الهاء تعود على الإمداد أي: وما جعل الله الإمداد. ثم هذا الإمداد يحتمل أن يكون المنسبك من قوله أني ممدكم ، إذ المعنى: فاستجاب بإمدادكم. ويحتمل أن يكون مدلولا عليه بقوله "ممدكم" كما دل عليه فعله في قوله: اعدلوا هو أقرب . وهذا الثاني أولى لأنه متأت على قراءة الفتح والكسر في "إني" بخلاف الأول فإنه لا يتجه عوده على الإمداد على قراءة الكسر إلا بتأويل ذكره وهو أنه مفعول القول المضمر فهو في معنى القول. وقيل يعود على المدد قاله الزمخشري قال الزجاج. "وهذا أولى لأن بالإمداد بالملائكة كانت البشرى". وقال الواحدي: "إنه يعود على الإرداف المدلول عليه بمردفين". وقيل: يعود على الألف. وقيل: على الوعد المدلول عليه بـ الفراء: يعدكم . [ ص: 573 ] وقيل: على جبريل أو على الاستجابة، لأنها مؤنث مجازي، أو على الإخبار بالإمداد. وهي كلها محتملة وأرجحها الأول، والجعل هنا تصيير.