آ. (18) قوله تعالى: ذلكم : يجوز فيه الرفع على الابتداء أي: ذلكم الأمر، والخبر محذوف قاله والأحسن أن يقدر الخبر: ذلكم البلاء حق وحتم. وقيل: هو خبر مبتدأ، أي: الأمر ذلكم وهو تقدير الحوفي، وقيل: محله نصب بإضمار فعل أي: فعل ذلك. والإشارة بـ "ذلكم" إلى القتل والرمي والإشبلاء. وقوله سيبويه. "بلاء" يجوز أن يكون اسم مصدر أي إبلاء، ويجوز أن يكون أريد بالبلاء نفس الشيء المبلو به.
قوله: وأن الله يجوز أن يكون معطوفا على "ذلكم" فيحكم على محله بما يحكم على محل "ذلكم" وقد تقدم، وأن يكون في محل نصب بفعل مقدر أي: واعلموا أن الله، وقد تقدم ما في ذلك. وقال إنه معطوف على الزمخشري: "وليبلي"، يعني أن الغرض إبلاء المؤمنين وتوهين كيد الكافرين. [ ص: 588 ] وقرأ والكوفيون "موهن" بسكون الواو وتخفيف الهاء من أوهن كأكرم. ونون "موهن" غير ابن عامر حفص. وقرأ الباقون "موهن" بفتح الواو وتشديد الهاء والتنوين. فـ "كيد" منصوب على المفعول به في قراءة غير حفص، ومخفوض في قراءة حفص، وأصله النصب. وقراءة الكوفيين جاءت على الأكثر لأن ما عينه حرف حلق غير الهمزة تعديته بالهمزة، ولا يعدى بالتضعيف إلا كلم محفوظة نحو: وهنته وضعفته.