قوله : من قبل يجوز أن يتعلق بـ " رؤياي " ، أي : تأويل رؤياي في ذلك الوقت . ويجوز أن يكون العامل فيه " تأويل " لأن التأويل كان من حين وقوعها هكذا ، والآن ظهر له ، ويجوز أن يكون حالا من " رؤياي " قاله أبو البقاء ، وقد تقدم أن المقطوع عن الإضافة لا يقع حالا .
قوله : قد جعلها ربي حال من " رؤياي " ويجوز أن تكون مستأنفة . وفي " حقا " وجوه أحدها : أنه حال . والثاني : أنه مفعول ثان . والثالث : أنه مصدر مؤكد للفعل من حيث المعنى ، أي : حققها ربي حقا بجعله .
قوله : أحسن بي " أحسن " أصله أن يتعدى بـ " إلى " . قال : وأحسن كما أحسن الله إليك فقيل : ضمن معنى لطف فتعدى بالباء كقوله : " وبالوالدين إحسانا " وقول كثير عزة :
2834 - أسيئي بنا أو أحسني لا ملومة لدينا ولا مقلية إن تقلت
وقيل : بل يتعدى بها أيضا . وقيل : هي بمعنى " إلى " . وقيل : المفعول محذوف : " أحسن صنعه بي " ، فـ " بي " يتعلق بذلك المحذوف ، وهو تقدير أبي البقاء . وفيه نظر ؛ من حيث حذف المصدر وإبقاء معموله ، وهو ممنوع عند البصريين . و " إذ " منصوب بـ " أحسن " أو المصدر المحذوف قاله [ ص: 559 ] أبو البقاء ، وفيه النظر المتقدم .والبدو : ضد الحضارة وهو من الظهور ، بدا يبدو : إذا سكن البادية ، " إذا بدونا جفونا " يروى عن عمر ، أي : تخلقنا بأخلاق البدويين .
قوله : لطيف لما يشاء لطف أصله أن يتعدى بالباء ، وإنما تعدى باللام لتضمنه معنى مدبر ، أي : أنت مدبر بلطفك لما تشاء .


