3030 - ... ... ... ... فخر صريعا لليدين وللفم
أي: على اليدين. والثاني: أنها بمعنى إلى. قال "أي: فإليها ترجع الإساءة". الثالث: أنها على بابها، وإنما أتى بها دونه "على" للمقابلة في قوله: " لأنفسكم " فأتى بها ازدواجا. وهذه اللام يجوز أن تتعلق بفعل مقدر كما تقدم في قول الطبري: وإما بمحذوف على أنها خبر لمبتدأ محذوف تقديره: فلها الإساءة لا لغيرها. الطبري،قوله: فإذا جاء وعد الآخرة ، أي: المرة الآخرة فحذفت "المرة" للدلالة عليها، وجواب الشرط محذوف تقديره: بعثناهم.
وقوله: ليسوءوا وجوهكم متعلق بهذا الجواب المقدر. وقرأ ابن عامر وحمزة "ليسوء" بالياء المفتوحة وهمزة مفتوحة آخر الفعل. والفاعل: إما الله تعالى، وإما الوعد، وإما البعث، وإما النفير. وأبو بكر: "لنسوء" بنون العظمة، أي: لنسوء نحن، وهو موافق لما قبله من قوله: "بعثنا عبادا لنا" و والكسائي "رددنا" و "أمددنا"، وما بعده من قوله: "عدنا" و "جعلنا". [ ص: 317 ] وقرأ الباقون: "ليسوءوا" مسندا إلى ضمير الجمع العائد على العباد، أو على النفير; لأنه اسم جمع، وهو موافق لما بعده من قوله: وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا . وفي عود الضمير على النفير نظر; لأن النفير المذكور من المخاطبين، فكيف يوصف ذلك النفير بأنه يسوء وجوههم؟ اللهم إلا أن يريد هذا القائل أنه عائد على لفظه دون معناه، من باب: "عندي درهم ونصفه".
وقرأ "لنسوءن" بلام الأمر ونون التوكيد الخفيفة ونون العظمة، وهذا جواب ل "إذا"، ولكن على حذف الفاء، أي: فلنسوءن، ودخلت لام الأمر على فعل المتكلم كقوله تعالى: أبي: ولنحمل خطاياكم .
وقرأ "ليسوءن" و "لنسوءن" بالياء أو النون التي للعظمة، ونون التوكيد الشديدة، واللام التي للقسم. وفي مصحف علي بن أبي طالب: "ليسوء" بضم الهمزة من غير واو، وهذه القراءة تشبه أن تكون على لغة من يجتزئ عن الواو بالضمة، كقوله: أبي:
3031 - فلو أن الأطبا كان حولي ... ... ... ...
3032 - إذا ما الناس جاع وأجدبوا ... ... ... ...
3033 - كلوا في بعض بطنكم تعفوا ... ... ... ...
3034 -... ... ... ... . في حلقكم عظم وقد شجينا
3035 - ... ... ... ... وأما جلدها فصليب
[قوله:] ما علوا يجوز في "ما" أن تكون مفعولا بها، أي: ليهلكوا [ ص: 319 ] الذي علوه، وقيل: ليهدموه كقوله:
3036 - وما الناس إلا عاملان فعامل يتبر ما يبني وآخر رافع