3133 - ... ... ... ... وجنبي خيفة القوم أزور
وقيل: تزور بمعنى تنقبض من ازور، أي: انقبض. ومنه قول عنترة: 3134 - فازور من وقع القنا بلبانه وشكا إلي بعبرة وتحمحم
3135 - يؤم بها الحداة مياه نخل وفيها عن أبانين ازورار
وأما "تزاور" و "تزاور" فأصلهما تتزاور بتاءين، فالكوفيون حذفوا إحدى التاءين، وغيرهم أدغم، وقد تقدم تحقيق هذا في "تظاهرون" [ ص: 458 ] و "تساءلون" ونحوهما. ومعنى ذلك الميل أيضا.
وقرأ أبو رجاء والجحدري وابن أبي عبلة وأيوب السختياني "تزوار" بزنة تحمار. وعبد الله وأبو المتوكل "تزوئر" بهمزة مكسورة قبل راء مشددة، وأصلها "تزوار" كقراءة أبي رجاء ومن معه، وإنما كره الجمع بين الساكنين، فأبدل الألف همزة على حد إبدالها في "جأن" و "الضألين". وقد تقدم تحقيقه أول هذا التصنيف آخر الفاتحة.
و إذا طلعت معمول ل "ترى" أو ل "تزاور"، وكذا وإذا غربت معمول للأول أو للثاني وهو "تقرضهم". والظاهر تمحضه للظرفية، ويجوز أن تكون شرطية.
ومعنى "تقرضهم" تقطعهم لا تقربهم، لأن القرض القطع، من القطيعة والصرم. قال ذو الرمة:
3136 - إلى ظعن يقرضن أقواز مشرف شمالا، وعن أيمانهن الفوارس
[ ص: 459 ] وقرئ "يقرضهم" بالياء من تحت، أي: الكهف، وفيه مخالفة بين الفعلين وفاعلهما، فالأولى أن يعود على الشمس ويكون كقوله:
3137 - ... ... ... ... ولا أرض أبقل إبقالها
و "ذات اليمين" و "ذات الشمال" ظرفا مكان بمعنى جهة اليمين وجهة الشمال.
قوله: وهم في فجوة منه جملة حالية، أي: نفعل هذا مع اتساع مكانهم، وهو أعجب لحالهم، إذ كان ينبغي أن تصيبهم الشمس لاتساعه. والفجوة: المتسع، من الفجا، وهو تباعد ما بين الفخذين. يقال: رجل أفجى وامرأة فجواء، وجمع الفجوة فجاء كقصعة وقصاع.
قوله: "ذلك" مبتدأ مشار به إلى جميع ما تقدم من حديثهم. و "من آيات الله" الخبر. ويجوز أن يكون "ذلك" خبر مبتدأ محذوف، أي: الأمر ذلك. و من آيات الله حال.


