وقرأ كذلك، إلا أنه سكن ياء "الموالي" وقد تقدم أنه قد تقدر الفتحة في الياء والواو، وعليه قراءة الزهري "تطعمون أهاليكم" . وتقدم إيضاح هذا. زيد بن علي:
وقرأ عثمان بن عفان وزيد بن ثابت وابن عباس وسعيد بن جبير وسعيد بن العاص ويحيى بن يعمر وعلي بن الحسين في آخرين: "خفت" بفتح الخاء والفاء مشددة وتاء تأنيث، كسرت لالتقاء الساكنين. و "الموالي" فاعل به، بمعنى درجوا وانقرضوا بالموت.
قوله: من ورائي هذا متعلق في قراءة الجمهور بما تضمنه الموالي من معنى الفعل، أي: الذين يلون الأمر بعدي. ولا يتعلق ب "خفت" لفساد المعنى، وهذا على أن يراد ب "ورائي" معنى خلفي وبعدي. وأما في قراءة "خفت" بالتشديد فيتعلق الظرف بنفس الفعل، ويكون "ورائي" بمعنى قدامي. والمراد: أنهم خفوا قدامه ودرجوا، ولم يبق منهم من به تقو واعتضاد. ذكر هذين المعنيين . الزمخشري
[ ص: 567 ] والموالي: بنو العم يدل على ذلك تفسير الشاعر لهم بذلك في قوله:
3211 - مهلا بني عمنا مهلا موالينا لا تنبشوا بيننا ما كان مدفونا
وقال آخر: 3212 - ومولى قد دفعت الضيم عنه وقد أمسى بمنزلة المضيم
و من لدنك يجوز أن يتعلق ب "هب". ويجوز أن يتعلق بمحذوف على أنه حال من "وليا" لأنه في الأصل صفة للنكرة فقدم عليها.