3222 - ... ... ... ... لا يقرأن بالسور
وأنشد الطبري: 3223 - بواد يمان ينبت السدر صدره وأسفله بالمرخ والشبهان
3224 - ... ... ... ... يجرح في عراقيبها نصلي
3225 - دع عنك نهبا صيح في حجراته ولكن حديثا ما حديث الرواحل
3226 - هون عليك فإن الأمور بكف الإله مقاديرها
3227 - غدت من عليه بعدما تم ظمؤها تصل وعن قيض ببيداء مجهل
[ ص: 587 ]
3228 - فقلت للركب لما أن علا بهم من عن يمين الحبيا نظرة قبل
قلت: وفي ذلك جوابان آخران، أحدهما: أن الفعل الممنوع إلى الضمير المتصل إنما هو حيث يكون الفعل واقعا بذلك الضمير، والضمير محل له نحو: "دع عنك" "وهون عليك" وأما الهز والضم فليسا واقعين بالكاف فلا محذور. والثاني: أن الكلام على حذف مضاف تقديره: هزي إلى جهتك ونحوك، واضمم إلى جهتك ونحوك.
قوله: "تساقط" قرأ "تساقط" بفتح التاء وتخفيف السين وفتح القاف. والباقون -غير حمزة: حفص- كذلك إلا أنهم شددوا السين، وحفص بضم التاء وتخفيف السين وكسر القاف.
فأصل قراءة غير حفص: "تتساقط" بتاءين، مضارع "تساقط" فحذف إحدى التاءين تخفيفا نحو: "تنزل" و "تذكرون"، والباقون أدغموا التاء في السين. حمزة
وقراءة حفص مضارع "ساقط".
[ ص: 588 ] وقرأ الأعمش "يساقط" كالجماعة إلا أنه بالياء من تحت، أدغم التاء في السين، إذ الأصل: يتساقط فهو مضارع "اساقط" وأصله يتساقط، فأدغم واجتلبت همزة الوصل ك "ادارأ" في تدارأ. والبراء بن عازب:
ونقل عن أبي حيوة ثلاث قراءات: وافقه في الأولى، وهي "تسقط" بضم التاء وسكون السين وكسر القاف من أسقط. والثانية كذلك إلا أنه بالياء من تحت. الثالثة كذلك إلا أنه رفع مسروق "رطبا جنيا" بالفاعلية.
وقرئ "تتساقط" بتاءين من فوق، وهو أصل قراءة الجماعة. وتسقط ويسقط بفتح التاء والياء وسكون السين وضم القاف. فرفع الرطب بالفاعلية، وتعطي من الأفعال ما يوافقه في القراءات المتقدمة. ومن قرأ بالتاء من فوق فالفعل مسند: إما للنخلة، وإما للثمرة المفهومة من السياق، وإما للجذع. وجاز تأنيث فعله لإضافته إلى مؤنث، فهو كقوله:
3229 - ... ... ... ... كما شرقت صدر القناة من الدم
وأما نصب "رطبا" فلا يخرج عن كونه تمييزا أو حالا موطئة إن كان الفعل قبله لازما، أو مفعولا به إن كان الفعل متعديا، والذكي يرد كل شيء [ ص: 589 ] إلى ما يليق به من القراءات. وجوز في نصبه وجها غريبا: وهو أن يكون مفعولا به ب "هزي" وعلى هذا فتكون المسألة من باب التنازع في بعض القراءات: وهي أن يكون الفعل فيها متعديا، وتكون المسألة من إعمال الثاني للحذف من الأول. المبرد
وقرأ طلحة بن سليمان: "جنيا" بكسر الجيم إتباعا لكسرة النون.
والرطب: اسم جنس لرطبة بخلاف "تخم" فإنه لتخمة، والفرق: أنهم لزموا تذكيره فقالوا: هو الرطب، وتأنيث ذاك فقالوا: هي التخم، فذكروا "الرطب" باعتبار الجنس، وأنثوا "التخم" باعتبار الجمعية، وهو فرق لطيف. ويجمع على "أرطاب" شذوذا كربع وأرباع. والرطب: ما قطع قبل يبسه وجفافه، وخص الرطب بالرطب من التمر. وأرطب النخل نحو: أتمر وأجنى.
والجني: ما طاب وصلح للاجتناء. وهو فعيل بمعنى مفعول وقيل: بمعنى فاعل، أي: طريا، والجنى والجني أيضا: المجتنى من العسل، وأجنى الشجر: أدرك ثمره، وأجنت الأرض كثر جناها. واستعير من ذلك "جنى فلان جناية" كما استعير: "اجترم جريمة".