قوله: هم أحسن في هذه الجملة وجهان، أحدهما: - وإليه ذهب الزمخشري - أنها في محل نصب، صفة ل "كم". قال وأبو البقاء : "ألا ترى أنك لو أسقطت "هم" لم يكن لك بد من نصب "أحسن" على الوصفية". وفي هذا نظر لأن النحويين نصوا: على أن "كم" [ ص: 630 ] استفهامية كانت أو خبرية لا توصف ولا يوصف بها. الثاني: أنها في محل جر صفة ل "قرن" ولا محذور في هذا، وإنما جمع في قوله: "هم" لأن قرنا وإن كان لفظه مفردا فمعناه جمع، ف "قرن" كلفظ "جميع" و "جميع" يجوز مراعاة لفظه تارة فيفرد كقوله تعالى: الزمخشري نحن جميع منتصر ومراعاة معناه أخرى فيجمع ماله كقوله تعالى: لما جميع لدينا محضرون .
قوله: "ورئيا" الجمهور على "رئيا" بهمزة ساكنة بعدها ياء صريحة وصلا ووفقا، إذا وقف يبدل هذه الهمزة ياء على أصله في تخفيف الهمز، ثم له بعد ذلك وجهان: الإظهار اعتبارا بالأصل، والإدغام اعتبارا باللفظ، وفي الإظهار صعوبة لا تخفى، وفي الإدغام إبهام أنها مادة أخرى: وهو الري الذي بمعنى الامتلاء والنضارة، ولذلك ترك وحمزة أصله في تخفيف همزه. أبو عمرو
وقرأ عن قالون نافع، وابن ذكوان عن "وريا" بياء مشددة بعد الراء، فقيل: هي مهموزة الأصل، ثم أبدلت الهمزة ياء وأدغمت. والرأي بالهمز، قيل: من رؤية العين، وفعل فيه بمعنى مفعول، أي: مرئي. وقيل من الرواء وحسن المنظر. وقيل: بل هو من الري ضد العطش وليس مهموز الأصل، والمعنى: أحسن منظرا لأن الري والامتلاء أحسن من ضديهما. ابن عامر:
وقرأ حميد وأبو بكر بن عاصم في رواية الأعشى: "وريئا" بياء ساكنة [ ص: 631 ] بعدها همزة وهو مقلوب من "رئيا" في قراءة العامة، ووزنه فلع، وهو من راءه يرآه كقول الشاعر:
3252 - وكل خليل راءني فهو قائل من أجلك: هذا هامة اليوم أو غد
وفي القلب من القلب ما فيه.وروى قراءة: "ورياء" بياء بعدها ألف، بعدها همزة، وهي من المراءاة، أي: يري بعضهم حسن بعض، ثم خفف الهمزة الأولى بقلبها ياء، وهو تخفيف قياسي. اليزيدي
وقرأ أيضا في رواية ابن عباس "وريا" بياء فقط مخففة. ولها وجهان، أحدهما: أن يكون أصلها كقراءة قالون، ثم خفف الكلمة بحذف إحدى الياءين، وهي الثانية لأن بها حصل الثقل، ولأنها لام الكلمة، والأواخر أحرى بالتغيير. والثاني: أن يكون أصلها كقراءة طلحة: حميد: "وريئا" بالقلب، ثم نقل حركة الهمزة إلى الياء قبلها، وحذف الهمزة على قاعدة تخفيف الهمزة بالنقل، فصار: "وريا" كما ترى. وتجاسر بعض الناس فجعل هذه القراءة لحنا، وليس اللاحن غيره، لخفاء توجيهها عليه.
وقرأ أيضا ابن عباس وجماعة: "وزيا" بزاي وياء مشددة، والزي: البزة الحسنة والآلات المجتمعة، لأنه من زوى كذا يزويه، أي: يجمعه، والمتزين يجمع الأشياء التي تزينه وتظهر زيه. وابن جبير