وقرأ أبو عمرو وابن عامر عن وأبو بكر عاصم "ينفطرن" مضارع انفطر. والباقون وحمزة "يتفطرن" مضارع تفطر بالتشديد في هذه السورة. وأما التي في الشورى فقرأها حمزة بالتاء والياء وتشديد الطاء والباقون على أصولهم في هذه السورة. فتلخص من ذلك أن وابن عامر أبا عمرو يقرآن بالتاء والنون في السورتين، وأن وأبا بكر نافعا وابن كثير [ ص: 647 ] والكسائي وحفصا عن يقرؤون بالتاء والياء وتشديد الطاء فيهما، وأن عاصم حمزة في هذه السورة بالتاء والنون، وفي الشورى بالتاء والياء وتشديد الطاء. وابن عامر
فالانفطار من "فطره" إذا شقه، والتفطر من "فطره" إذا شققه، وكرر فيه الفعل. قال "وهو هنا أشبه بالمعنى". أي: التشديد. و أبو البقاء: "يتفطرن" في محل نصب خبرا ل "تكاد" وزعم أنها هنا بمعنى الإرادة وأنشد: الأخفش
3260 - كادت وكدت وتلك خير إرادة لو عاد من زمن الصبابة ما مضى
قوله: "هدا" فيه ثلاثة أوجه، أحدها: أنه مصدر في موضع الحال، أي: مهدودة وذلك على أن يكون هذا المصدر من هد زيد الحائط يهده هدا، أي: هدمه. والثاني: وهو قول أنه مصدر على غير الصدر لما كان في معناه لأن الخرور السقوط والهدم، وهذا على أن يكون من هد الحائط يهد، أي: انهدم، فيكون لازما. والثالث: أن يكون مفعولا من أجله. قال أبي جعفر : "أي: لأنها تهد". الزمخشري