1526 - فياكرم السكن الذين تحملوا عن الدار والمستخلف المتبدل
أي : المستبدل .
قوله : إلى أموالكم فيه ثلاثة أوجه ، أحدها : أن "إلى " بمعنى "مع " [ ص: 557 ] كقوله : إلى المرافق ، وهذا رأي الكوفيين . والثاني : أنها على بابها ، وهي ومجرورها متعلقة بمحذوف على أنها حال ، أي : مضمومة أو مضافة إلى أموالكم . والثالث : أن يضمن " تأكلوا " معنى "تضموا " كأنه قيل : ولا تضموها إلى أموالكم آكلين . قال : "فإن قلت : قد حرم عليهم أكل مال اليتامى وحده ومع أموالهم ، فلم ورد النهي عن أكلها معها ؟ قلت : لأنهم إذا كانوا مستغنين عن أموال اليتامى بما رزقهم الله من الحلال ، وهم مع ذلك يطمعون فيها كان القبح أبلغ والذم ألحق ، ولأنهم كانوا يفعلون كذلك ، فنعى عليهم فعلهم ، وشنع بهم ليكون أزجر لهم " . الزمخشري
قوله : إنه كان حوبا في الهاء ثلاثة أوجه ، أحدها : أنها تعود على الأكل المفهوم من "لا تأكلوا " . والثاني : على التبدل المفهوم من "لا تتبدلوا " . والثالث : عليهما ، ذهابا به مذهب اسم الإشارة نحو : عوان بين ذلك ، ومنه :
1527 - كأنه في الجلد توليع البهق
وقد تقدم ذلك في البقرة ، والأول أولى ، لأنه أقرب مذكور .
وقرأ الجمهور : "حوبا " بضم الحاء . والحسن بفتحها ، وبعضهم : "حابا " بالألف ، وهي لغات في المصدر ، والفتح لغة تميم . ونظير الحوب [ ص: 558 ] والحاب : القول والقال ، والطرد والطرد - وهو الإثم - وقيل : المضموم اسم مصدر . والمفتوح مصدر ، وأصله من حوب الإبل وهو زجرها ، فسمي به الإثم ، لأنه يزجر به ، ويطلق على الذنب أيضا ، لأنه يزجر عنه ، ومنه قوله عليه السلام : " إن طلاق أم أيوب لحوب " أي : لذنب عظيم ، يقال : حاب يحوب حوبا وحوبا وحابا وحووبا وحيابة " . قال المخبل السعدي :
1528 - فلا يدخلن الدهر قبرك حوب فإنك تلقاه عليك حسيب
وقال الآخر :
1529 - وإن مهاجرين تكنفاه غداتئذ لقد خطئا وحابا
والحوبة : الحاجة ، ومنه في الدعاء : " إليك أرفع حوبتي "وأوقع الله به الحوبة ، وتحوب فلان : إذا خرج من الحوب ، كتحرج وتأثم ، فالتضعيف فيه للسلب .