آ . (7) قوله تعالى : مما ترك الوالدان : هذا الجار في محل رفع لأنه صفة للمرفوع قبله أي : نصيب كائن أو مستقر ، ويجوز أن يكون في محل نصب متعلقا بلفظ "نصيب " لأنه من تمامه .
وقوله : مما قل في هذا الجار أيضا وجهان أحدهما : أنه بدل من "ما " الأخيرة في "مما ترك " بإعادة حرف الجر في البدل ، والضمير في "منه " عائد على "ما " الأخيرة ، وهذا البدل مراد أيضا في الجملة الأولى حذف للدلالة عليه ، ولأن المقصود به التأكيد لأنه تفصيل للعموم المفهوم من قوله : مما ترك فجاء هذا البدل مفصلا لحالتيه من الكثرة والقلة . والثاني : أنه حال من الضمير المحذوف من "ترك " أي : مما تركه قليلا أو كثيرا أو مستقرا مما قل .
و " نصيبا " فيه أوجه أحدها : أن ينتصب على أنه واقع موقع المصدر ، والعامل فيه معنى ما تقدم ، إذ التقدير : عطاء أو استحقاقا ، وهذا معنى قول من يقول منصوب على المصدر المؤكد . قال : "كقوله : الزمخشري فريضة من الله كأنه قيل : قسمة مفروضة " . وقد سبقه إلى هذا [ ص: 589 ] قال : "نصب لأنه أخرج مخرج المصدر ، ولذلك وحده كقولك : " له علي كذا حقا لازما "ونحوه : الفراء فريضة من الله ولو كان اسما صحيحا لم ينصب ، لا تقول : " لك علي حق درهما " .
الثاني : أنه منصوب على الحال ، ويحتمل أن يكون صاحب الحال الفاعل في " قل أو كثر " ، ويحتمل أن يكون " نصيب "وإن كان نكرة لتخصصه : إما بالوصف وإما بالعمل ، والعامل في الحال الاستقرار الذي في قوله : " للرجال " . وإلى نصبه حالا ذهب الزجاج ، قالا : " المعنى لهؤلاء أنصباء على ما ذكرناها في حال الفرض " . ومكي
الثالث : أنه منصوب على الاختصاص ، بمعنى : أعني نصيبا ، قاله . قال الشيخ : إن عنى الاختصاص المصطلح عليه فهو مردود بكونه نكرة ، وقد نصوا على اشتراط تعريفه " . الزمخشري
الرابع : النصب بإضمار فعل أي : أوجبت - أو جعلت - لهم نصيبا . الخامس : أنه مصدر صريح أي : نصبته نصيبا .