قوله: يطيروا الأصل: يتطيروا فأدغمت التاء في الطاء لمقاربتها لها. وقرأ عيسى بن عمر "تطيروا" بتاء من فوق على أنه فعل ماض وهو عند وطلحة بن مصرف: وأتباعه ضرورة، إذ لا يقع فعل الشرط مضارعا والجزاء ماضيا إلا ضرورة كقوله: سيبويه
2270 - من يكدني بسيئ كنت منه كالشجا بين حلقه والوريد
وقوله:
2271 - وإن يروا سبة طاروا بها فرحا مني وما سمعوا من صالح دفنوا
وقد تقدم الخلاف في ذلك فأغنى عن إعادته.
والتطير: التشاؤم وأصله أن يفرق المال ويطير بين القوم، فيطير لكل [ ص: 429 ] أحد حظه وما يخصه، ثم أطلق على الحظ والنصيب السيئ بالغلبة، وأنشدوا للبيد:
2272 - تطير عدائد الأشراك شفعا ووترا والزعامة للغلام
الأشراك: جمع شرك وهو النصيب، أي: طار المال المقسوم شفعا للذكر ووترا للأنثى. والزعامة: أي: الرئاسة للذكر، فهذا معناه تفرق، وصار لكل أحد نصيبه، وليس من الشؤم في شيء، ثم غلب على ما ذكرت لك. ومعنى طائرهم عند الله أي: حظهم وما طار لهم في القضاء والقدر، أو شؤمهم، أي: سبب شؤمهم عند الله وهو ما ينزله بهم.