وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون
قوله تعالى: وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة في المراد بالقوة أربعة أقوال .
أحدها: أنها الرمي ، رواه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . وقال [ ص: 375 ] عقبة بن عامر الحكم بن أبان: هي النبل . والثاني: ذكور الخيل ، قاله والثالث: السلاح ، قاله عكرمة . السدي ، والرابع: أنه كل ما يتقوى به على حرب العدو من آلة الجهاد . وابن قتيبة .
قوله تعالى: ومن رباط الخيل يعني ربطها واقتناءها للغزو; وهو عام في الذكور والإناث في قول الجمهور . وكان يقول: المراد بقوله: "ومن رباط الخيل" إناثها . عكرمة
قوله تعالى: ترهبون به روى رويس ، "ترهبون" بفتح الراء وتشديد الهاء ، أي: تخيفون وترعبون به عدو الله وعدوكم ، وهم مشركو وعبد الوارث مكة وكفار العرب .
قوله تعالى: وآخرين من دونهم أي من دون كفار العرب . واختلفوا فيهم على خمسة أقوال .
أحدها: أنهم الجن . روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "هم الجن ، وإن الشيطان لا يخبل أحدا في داره فرس عتيق" . والثاني: أنهم بنو قريظة ، قاله والثالث: أهل مجاهد . فارس ، قاله والرابع: المنافقون ، قاله السدي . ابن زيد . والخامس: اليهود ، قاله : مقاتل