وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم [ ص: 376 ] قوله تعالى: وإن جنحوا للسلم قرأ أبو بكر عن "للسلم" بكسر السين . قال عاصم : السلم: الصلح والمسالمة . يقال: سلم وسلم وسلم في معنى واحد ، أي: إن مالوا إلى الصلح فمل إليه . قال الزجاج إن شئت جعلت "لها" كناية عن السلم لأنها تؤنث ، وإن شئت جعلتها للفعلة ، كقوله: الفراء: إن ربك من بعدها لغفور رحيم [الأعراف: 153] .
فإن قيل: لم قال "لها" ولم يقل: "إليها"؟
فالجواب: أن "اللام" و"إلى" تنوب كل واحدة منهما عن الأخرى . وفيمن أريد بهذه الآية قولان .
أحدهما: المشركون ، وأنها نسخت بآية السيف . والثاني: أهل الكتاب .
فإن قيل: إنها نزلت في ترك حربهم إذ بذلوا الجزية وقاموا بشرط الذمة ، فهي محكمة .
وإن قيل: نزلت في موادعتهم على غير جزية ، توجه النسخ لها بآية الجزية .