والذين كفروا بعضهم أولياء بعض إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقا لهم مغفرة ورزق كريم
قوله تعالى: والذين كفروا بعضهم أولياء بعض فيه قولان .
أحدهما: في الميراث ، قاله ابن عباس .
والثاني في النصرة ، قاله قتادة .
وفي قوله: إلا تفعلوه قولان .
أحدهما: أنه يرجع إلى الميراث ، فالمعنى: إلا تأخذوا في الميراث بما أمرتكم ، قاله ابن عباس .
والثاني: أنه يرجع إلى التناصر . فالمعنى: إلا تتعاونوا وتتناصروا في الدين ، قاله وبيانه: أنه إذا لم يتول المؤمن توليا حقا ، ويتبرأ من الكافر جدا ، أدى ذلك إلى الضلال والفساد في الدين . فإذا ابن جريج . ، ونصر المسلمين ، كان ذلك أدعى لأقاربه الكفار إلى الإسلام وترك الشرك . هجر المسلم أقاربه الكفار
قوله تعالى: وفساد كبير قرأ أبو هريرة ، وابن سيرين ، وابن السميفع: "كثير" بالثاء .
[ ص: 387 ] قوله تعالى: أولئك هم المؤمنون حقا أي: هم الذين حققوا إيمانهم بما يقتضيه من الهجرة والنصرة ، بخلاف من أقام بدار الشرك . والرزق الكريم: هو الحسن ، وذلك في الجنة .