إذ قال يوسف لأبيه يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين قال يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا إن الشيطان للإنسان عدو مبين
قوله تعالى : " إذ قال يوسف لأبيه " في " إذ " قولان :
أحدهما : أنها صلة للفعل المتقدم ، والمعنى : نحن نقص عليك إذ قال يوسف .
[ ص: 180 ] والثاني : أنها صلة لفعل مضمر ، تقديره : اذكر إذ قال يوسف ، ذكرهما ، وابن الأنباري . الزجاج
قوله تعالى : " يا أبت " قرأ ، أبو جعفر ، بفتح التاء ، ووقفا بالهاء ، وافقهما وابن عامر في الوقف بالهاء ، وقرأ الباقون بكسر التاء . فمن فتح التاء ، أراد : يا أبتا فحذف الألف كما تحذف الياء ، فبقيت الفتحة دالة على الألف ، كما أن الكسرة تبقى دالة على الياء . ومن وقف على الهاء ، فلأن تاء التأنيث تبدل منها الهاء في الوقف . وقرأ ابن كثير أحد عشر ، وتسعة عشر ، بسكون العين فيهما . أبو جعفر
وفي ما رآه يوسف قولان :
أحدهما : أنه رأى الشمس والقمر والكواكب ، وهو قول الأكثرين . قال : وإنما قال : " رأيتهم " على جمع ما يعقل ، لأن السجود فعل ما يعقل ، كقوله : الفراء يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم [النمل :18] . قال المفسرون : كانت الكواكب في التأويل إخوته ، والشمس أمه ، والقمر أباه ، فلما قصها على يعقوب أشفق من حسد إخوته . وقال : الشمس أبوه ، والقمر خالته ، لأن أمه كانت قد ماتت . السدي
والثاني : أنه رأى : أبويه وإخوته ساجدين له ، فكنى عن ذكرهم ، وهذا مروي عن ، ابن عباس . فأما تكرار قوله : " رأيتهم " فقال وقتادة : إنما كرره لما طال الكلام توكيدا . الزجاج
وفي سن يوسف لما رأى هذا المنام ثلاثة أقوال :
أحدها : سبع سنين . والثاني : اثنتا عشرة سنة . والثالث : سبع عشرة سنة .
قال المفسرون : علم يعقوب أن إخوة يوسف يعلمون تأويل رؤياه ، فقال : " لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا " ، قال : يحتالوا لك [ ص: 181 ] حيلة ويغتالوك . وقال غيره : اللام صلة ، والمعنى : فيكيدوك . والعدو المبين : الظاهر العداوة . ابن قتيبة