[ ص: 231 ] ذلك عيسى ابن مريم قول الحق الذي فيه يمترون ما كان لله أن يتخذ من ولد سبحانه إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون وإن الله ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم .
قوله تعالى: " ذلك عيسى ابن مريم " قال أي: ذلك الذي قال: الزجاج: إني عبد الله، هو ابن مريم، لا ما تقول النصارى: إنه ابن الله وإنه إله .
قوله تعالى: " قول الحق " قرأ ابن كثير، ، وأبو عمرو ونافع، وحمزة، ( قول الحق ) برفع اللام . وقرأ والكسائي: عاصم، وابن عامر، ويعقوب بنصب اللام . قال من رفع " قول الحق " فالمعنى: هو قول الحق، يعني: هذا الكلام، ومن نصب فالمعنى: أقول قول الحق . وذكر الزجاج: في الآية وجهين: ابن الأنباري
أحدهما: أنه لما وصف بالكلمة جاز أن ينعت بالقول .
والثاني: أن في الكلام إضمارا، تقديره: ذلك نبأ عيسى، ذلك النبأ قول الحق .
قوله تعالى: " الذي فيه يمترون " ; أي: يشكون . قال أمترت اليهود فيه والنصارى، فزعم اليهود أنه ساحر، وزعم النصارى أنه ابن الله وثالث ثلاثة . قرأ قتادة: أبو مجلز، ومعاذ القارئ، وابن يعمر، ( تمترون ) بالتاء . وأبو رجاء:
قوله تعالى: " ما كان لله أن يتخذ من ولد " قال المعنى: أن يتخذ ولدا . و " من " مؤكدة تدل على نفي الواحد والجماعة ; لأن للقائل أن يقول: ما اتخذت فرسا، يريد: اتخذت أكثر من ذلك، وله أن يقول: [ ص: 232 ] ما اتخذت فرسين ولا أكثر، يريد: اتخذت فرسا واحدا، فإذا قال: ما اتخذت من فرس، فقد دل على نفي الواحد والجميع . الزجاج:
قوله تعالى: " كن فيكون " وقرأ أبو عمران الجوني ( فيكون ) بالنصب، وقد ذكرنا وجهه في ( البقرة: 117 ) . وابن أبي عبلة:
قوله تعالى: " وإن الله ربي وربكم " قرأ ابن كثير، ونافع، : ( وأن الله ) بنصب الألف . وقرأ وأبو عمرو عاصم، وابن عامر، وحمزة، ( وإن الله ) بكسر الألف . وهذا من قول والكسائي: عيسى، فمن فتح عطفه على قوله: " وأوصاني بالصلاة والزكاة " وبأن الله ربي، ومن كسر ففيه وجهان:
أحدهما: أن يكون معطوفا على قوله: " إني عبد الله " .
والثاني: أن يكون مستأنفا .