وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين كفروا للذين آمنوا أي الفريقين خير مقاما وأحسن نديا وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أحسن أثاثا ورئيا .
قوله تعالى : " وإذا تتلى عليهم " يعني : المشركين ، " آياتنا " يعني : القرآن . [ ص: 258 ] " قال الذين كفروا " يعني : مشركي قريش ، " للذين آمنوا " ; أي : لفقراء المؤمنين ، " أي الفريقين خير مقاما " قرأ ، نافع ، وأبو عمرو ، وابن عامر ، وحمزة ، والكسائي ، وأبو بكر وحفص عن : [ مقاما ] بفتح الميم . وقرأ عاصم بضم الميم . قال ابن كثير : المقام : اسم المثوى ، إن فتحت الميم أو ضمت . أبو علي الفارسي
قوله تعالى : " وأحسن نديا " والندي والنادي : مجلس القوم ومجتمعهم . وقال : الندي والنادي لغتان . ومعنى الكلام : أنحن خير أم أنتم ؟ فافتخروا عليهم بالمساكن والمجالس ، فأجابهم الله تعالى فقال : " الفراء وكم أهلكنا قبلهم من قرن " ، وقد بينا معنى القرن في ( الأنعام : 6 ) ، وشرحنا الأثاث في ( النحل : 80 ) .
فأما قوله تعالى: " ورئيا " فقرأ ، ابن كثير ، وعاصم ، وأبو عمرو ، وحمزة : ( ورئيا ) بهمزة بين الراء والياء في وزن : ( رعيا ) . قال والكسائي : ومعناها : منظرا ، من ( رأيت ) . الزجاج
وقرأ نافع : ( ريا ) بياء مشددة من غير همز . قال وابن عامر : لها تفسيران : أحدهما : أنها بمعنى الأولى . والثاني : أنها من الري ، فالمعنى : منظرهم مرتو من النعمة ، كأن النعيم بين فيهم . الزجاج
وقرأ ، ابن عباس ، وأبو المتوكل ، وأبو الجوزاء وابن أبي سريج عن : ( زيا ) بالزاي المعجمة مع تشديد الياء من غير همز . قال الكسائي : ومعناها : حسن هيئتهم . الزجاج