إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا فإنما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين وتنذر به قوما لدا وكم أهلكنا قبلهم من قرن هل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا .
قوله تعالى : " سيجعل لهم الرحمن ودا " قال : نزلت في ابن عباس علي عليه السلام ، وقال : معناه : يحبهم ويحببهم إلى المؤمنين . قال : يجعل لهم ودا في قلوب المؤمنين . ومن هذا حديث قتادة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : " أبي هريرة جبريل ; إني أحب فلانا فأحبوه ، فينادي جبريل في السماوات : إن الله يحب فلانا فأحبوه ، فيلقى حبه على أهل الأرض فيحب " ، وذكر في البغض مثل ذلك . وقال إذا أحب الله عبدا قال : يا : ما أقبل عبد بقلبه إلى [ ص: 267 ] الله عز وجل ، إلا أقبل الله عز وجل بقلوب أهل الإيمان إليه ، حتى يرزقه مودتهم ورحمتهم . هرم بن حيان
قوله تعالى : " فإنما يسرناه بلسانك " يعني : القرآن . قال : أي : سهلناه وأنزلناه بلغتك . واللد جمع ألد ، وهو الخصم الجدل . ابن قتيبة
قوله تعالى : " وكم أهلكنا قبلهم " هذا تخويف لكفار مكة ، " هل تحس منهم من أحد " قال : أي : هل ترى ، يقال : هل أحسست صاحبك ; أي : هل رأيته ؟ والركز : الصوت الخفي ، وقال الزجاج : الصوت الذي لا يفهم ، وقال ابن قتيبة : حركة ، [ والله تعالى أعلم ] . أبو صالح