قوله تعالى : " إنه من يأت ربه مجرما " يعني : مشركا ، " فإن له جهنم لا يموت فيها " فيستريح ، " ولا يحيا " حياة تنفعه .
[ أنشد في مثل هذا المعنى قوله : ابن الأنباري
ألا من لنفس لا تموت فينقضي شقاها ولا تحيا حياة لها طعم
]قوله تعالى : " قد عمل الصالحات " قال : قد أدى الفرائض . " ابن عباس فأولئك لهم الدرجات العلا " يعني : درجات الجنة ، وبعضها أعلى من بعض ، والعلا جمع العليا ، وهو تأنيث الأعلى . قال : وإنما قال : " ابن الأنباري فأولئك " ; لأن " من " تقع بلفظ التوحيد على تأويل الجمع ، فإذا غلب لفظها وحد الراجع إليها ، وإذا بين تأويلها جمع المصروف إليها .
قوله تعالى : " وذلك " يعني : الثواب ، " جزاء من تزكى " ; أي : تطهر من الكفر والمعاصي .