فتول عنهم قال هذا وقف التمام، و"يوم" منصوب بقوله: الزجاج: "يخرجون من الأجداث" . وقال فتول عنهم [إلى] يوم "يدع الداعي" أثبت هذه الياء في الحالين مقاتل: يعقوب; وافقه ، أبو جعفر في الوصل، وحذفها الأكثرون في الحالين . و"الداعي": وأبو عمرو إسرافيل ينفخ النفخة الثانية "إلى شيء نكر" وقرأ "نكر" خفيفة; أي: إلى أمر فظيع . وقال ابن كثير: "النكر" بمعنى المنكر، وهو القيامة، وإنما ينكرونه إعظاما له . والتولي المذكور في الآية منسوخ عند المفسرين بآية السيف . مقاتل:
قوله تعالى خشعا أبصارهم قرأ أهل الحجاز، وابن عامر، "خشعا" بضم الخاء وتشديد الشين من غير ألف . وقرأ وعاصم: أبو عمرو، وحمزة، "خاشعا" بفتح الخاء وألف بعدها وتخفيف الشين . قال والكسائي: المعنى: يخرجون خشعا، و"خاشعا" منصوب على الحال، وقرأ الزجاج: "خاشعة"; ولك في أسماء الفاعلين إذا تقدمت على الجماعة التوحيد والتأنيث [ ص: 91 ] والجمع; تقول: مررت بشبان حسن أوجههم، وحسان أوجههم، وحسنة أوجههم، قال الشاعر: ابن مسعود:
وشباب حسن أوجههم من إياد بن نزار بن معد
قال المفسرون: والمعنى أن أبصارهم ذليلة خاضعة عند رؤية العذاب . والأجداث: القبور، وإنما شبههم بالجراد المنتشر، لأن الجراد لا جهة له يقصدها، [فهو أبدا مختلف بعضه في بعض]، فهم يخرجون فزعين ليس لأحد منهم جهة يقصدها . والداعي: إسرافيل . وقد أثبت ياء "الداعي" في الحالين ابن كثير، ويعقوب; تابعهما في الوصل نافع، وأبو عمرو; والباقون بحذفها في الحالين . وقد بينا معنى "مهطعين" في سورة "إبراهيم: 43" والعسر: الصعب الشديد .