ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون اعلموا أن الله يحيي الأرض بعد موتها قد بينا لكم الآيات لعلكم تعقلون
قوله تعالى: ألم يأن للذين آمنوا اختلفوا فيمن نزلت على قولين .
أحدهما: أنها نزلت في المؤمنين . قال ما كان بين إسلامنا، وبين أن عوتبنا بهذه الآية إلا أربع سنين، فجعل المؤمنون يعاتب بعضهم بعضا . ابن مسعود:
والثاني: ، أنها نزلت في المنافقين، قاله عن أبو صالح قال [ ص: 168 ] ابن عباس . سأل المنافقون مقاتل: فقالوا: حدثنا عن التوراة، فإن فيها العجائب، فنزلت هذه الآية . وقال سلمان الفارسي نزلت هذه الآية في طائفة من المؤمنين حثوا على الرقة والخشوع . فأما من كان وصفه الله عز وجل بالخشوع، والرقة، فطبقة من المؤمنين فوق هؤلاء . فعلى الأول: يكون الإيمان حقيقة . وعلى الثاني: يكون المعنى: الزجاج: "ألم يأن للذين آمنوا" بألسنتهم . قال المعنى: ألم يحن، تقول: أنى الشيء: إذا حان . ابن قتيبة:
قوله تعالى: أن تخشع قلوبهم أي: ترق وتلين لذكر الله . المعنى: أنه يجب أن يورثهم الذكر خشوعا وما نزل من الحق قرأ ابن كثير، وعاصم، وأبو عمرو، وابن عامر، وحمزة، "وما نزل" بفتح النون، والزاي، مع تشديد الزاي . وقرأ والكسائي نافع، وحفص، والمفضل عن "نزل" بفتح النون، وتخفيف الزاي . وقرأ عاصم أبو عبد الرحمن السلمي، وأبو العالية، وابن يعمر، عن ويونس بن حبيب أبي عمرو، عن وأبان "نزل" برفع النون، وكسر الزاي، مع تشديدها . وقرأ عاصم ابن مسعود، "وما أنزل" بهمزة مفتوحة، وفتح الزاي . وقرأ وأبو رجاء أبو مجلز، مثله، إلا أنه بضم الهمزة، وكسر الزاي . و"الحق" القرآن "ولا يكونوا" قرأ وعمرو بن دينار رويس عن يعقوب "لا تكونوا" بالتاء كالذين أوتوا الكتاب يعني: اليهود، والنصارى [ ص: 169 ] فطال عليهم الأمد وهو: الزمان . وقال الأمد: الغاية . والمعنى: أنه بعد عهدهم بالأنبياء والصالحين ابن قتيبة: فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون وهم الذين لم يؤمنوا بعيسى ومحمد عليهما السلام اعلموا أن الله يحيي الأرض بعد موتها أي: يخرج منها النبات بعد يبسها، فكذلك يقدر على إحياء الأموات قد بينا لكم الآيات الدالة على وحدانيته وقدرته لعلكم تعقلون أي: لكي تتأملوا .