إن المصدقين والمصدقات وأقرضوا الله قرضا حسنا يضاعف لهم ولهم أجر كريم والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم
قوله تعالى: إن المصدقين والمصدقات قرأ ابن كثير، إلا وعاصم حفصا بتخفيف الصاد فيهما على معنى التصديق وقرأ الباقون، بالتشديد على معنى الصدقة .
[ ص: 170 ] قوله تعالى: أولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم اختلفوا في نظم الآية على قولين .
أحدهما: أن تمام الكلام عند قوله تعالى: أولئك هم الصديقون ثم ابتدأ فقال تعالى: والشهداء عند ربهم هذا قول ابن عباس، ومسروق في آخرين . والفراء
والثاني: أنها على نظمها . والواو في "والشهداء" . واو النسق . ثم في معناها قولان .
أحدهما: أن كل مؤمن صديق شهيد، قاله ابن مسعود، ومجاهد .
والثاني: أنها نزلت في قوم مخصوصين، وهم ثمانية نفر سبقوا إلى الإسلام: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وحمزة بن عبد المطلب، وطلحة، والزبير، وسعد، وزيد، قاله وفي الشهداء قولان . الضحاك .
أحدهما: أنه جمع شاهد . ثم فيهم قولان . أحدهما: أنهم الأنبياء خاصة، [ ص: 171 ] قاله والثاني: أنهم الشاهدون عند ربهم على أنفسهم بالإيمان لله، قاله ابن عباس . مجاهد .
والقول الثاني: أنه جمع شهيد، قاله الضحاك، ومقاتل .