[ ص: 247 ] سورة الكوثر
وفيها قولان .
أحدهما: مكية، قاله والجمهور . ابن عباس،
والثاني: مدنية، قاله الحسن، وعكرمة، وقتادة .
بسم الله الرحمن الرحيم
إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر إن شانئك هو الأبتر .
وفي " الكوثر " ستة أقوال .
أحدها: أنه نهر في الجنة . روى في أفراده من حديث البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: أنس بن مالك جبريل؟ قال: هذا الكوثر الذي أعطاك ربك عز وجل، فإذا طينه، أو طيبه مسك أذفر . بينما أنا أسير في الجنة إذا بنهر حافتاه قباب [ ص: 248 ] الدر المجوف . قلت: ما هذا يا
وروى أيضا في أفراده من حديث مسلم أيضا قال: أنس إنا أعطيناك الكوثر حتى ختمها . وقال: " هل تدرون ما الكوثر؟ " فقالوا: الله ورسوله أعلم . قال: " هو نهر أعطانيه ربي عز وجل في الجنة عليه خير كثير ترد عليه أمتي يوم القيامة آنيته عدد كواكب السماء، يختلج العبد منهم، فأقول: يا رب إنه من أمتي، فيقال لي: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك . أغفى رسول الله صلى الله عليه وسلم إغفاءة، ثم رفع رأسه متبسما إما قال لهم، وإما قالوا له: لم ضحكت؟ فقال: " إنه أنزل علي الآن آنفا سورة " فقرأ: بسم الله الرحمن الرحيم
والثاني: أن الكوثر: الخير الكثير الذي أعطي نبينا صلى الله عليه وسلم، قاله ابن عباس .
[ ص: 249 ] والثالث: العلم والقرآن، قاله . الحسن
والرابع: النبوة، قاله عكرمة .
والخامس: أنه حوض رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يكثر الناس عليه، قاله عطاء .
والسادس: أنه كثرة أتباعه، وأمته، قاله أبو بكر بن عياش .
قوله تعالى: فصل لربك في هذه الصلاة ثلاثة أقوال .
أحدها: صلاة العيد . وقال صلاة الأضحى . قتادة:
والثاني: صلاة الصبح بالمزدلفة، قاله مجاهد .
والثالث: الصلوات الخمس، قاله مقاتل .
وفي قوله تعالى: وانحر خمسة أقوال .
أحدها: اذبح يوم النحر، رواه علي بن أبي طلحة عن وبه قال ابن عباس، عطاء، والجمهور . ومجاهد،
والثاني: وضع اليمين على اليسرى عند النحر في الصلاة .
والثالث: أنه رفع اليدين بالتكبير إلى النحر، قاله أبو جعفر محمد بن علي .
والرابع: أن المعنى: صل لله، وانحر لله، فإن ناسا يصلون لغيره، وينحرون لغيره، قاله القرظي .
[ ص: 250 ] والخامس: أنه استقبال القبلة بالنحر، حكاه الفراء .
قوله تعالى: إن شانئك اختلفوا فيمن عنى بذلك على خمسة أقوال .
أحدها: أنه العاص بن وائل السهمي . قاله نزلت في ابن عباس: العاص بن وائل، لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم على باب المسجد فوقف يحدثه حتى دخل العاص المسجد، وفيه أناس من صناديد قريش، فقالوا له: من الذي كنت تحدث؟ قال: ذاك الأبتر، يعني النبي صلى الله عليه وسلم، وكان قد توفي قبل ذلك عبد الله ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانوا يسمون من ليس له ابن: أبتر، فأنزل الله عز وجل هذه السورة .
وممن ذهب إلى أنها نزلت في العاص سعيد بن جبير، ومجاهد، وقتادة .
والثاني: أنه أبو جهل، روي عن أيضا . ابن عباس
والثالث: أبو لهب، قاله عطاء .
والرابع: عقبة بن أبي معيط، قاله شمر بن عطية .
[ ص: 251 ] والخامس: أنه عنى به جماعة من قريش، قاله والشانئ: المبغض، والأبتر: المنقطع عن الخير . عكرمة .