أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا
قوله تعالى: أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم أي: من النفاق والزيغ . [ ص: 122 ] وقال : إضمارهم خلاف ما يقولون ابن عباس فأعرض عنهم ولا تعاقبهم وعظهم بلسانك وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا أي: تقدم إليهم: إن فعلتم الثانية ، عاقبتكم . وقال : يقال: بلغ الرجل يبلغ بلاغة فهو بليغ: إذا كان يبلغ بعبارة لسانه كنه ما في قلبه . الزجاج
وقد تكلم العلماء في حد "البلاغة" فقال بعضهم: "البلاغة": إيصال المعنى إلى القلب في أحسن صورة من اللفظ ، وقيل: "البلاغة": حسن العبارة مع صحة المعنى ، وقيل: "البلاغة": الإيجاز مع الإفهام ، والتصرف من غير إضجار .
قال أحسن الكلام ما قلت الفاظه ، وكثرت معانيه ، وخير الكلام ما شوق أوله إلى سماع آخره ، وقال غيره: إنما يستحق الكلام اسم البلاغة إذا سابق لفظه معناه ، ومعناه لفظه ، ولم يكن لفظه إلى سمعك أسبق من معناه إلى قلبك . خالد بن صفوان:
فصل
وقد ذهب قوم إلى أن "الإعراض" المذكور في هذه الآية منسوخ بآية السيف .