ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة ونذرهم في طغيانهم يعمهون
قوله تعالى: ونقلب أفئدتهم وأبصارهم التقليب: تحويل الشيء عن وجهه . وفي معنى الكلام ، أربعة أقوال .
أحدها: لو أتيناهم بآية كما سألوا ، لقلبنا أفئدتهم وأبصارهم عن الإيمان بها ، [ ص: 106 ] وحلنا بينهم وبين الهدى ، فلم يؤمنوا كما لم يؤمنوا بما رأوا قبلها عقوبة لهم على ذلك . وإلى هذا المعنى ذهب ابن عباس ، ومجاهد ، وابن زيد .
والثاني: أنه جواب لسؤالهم في الآخرة الرجوع إلى الدنيا; فالمعنى: لو ردوا لحلنا بينهم وبين الهدى كما حلنا بينهم وبينه أول مرة وهم في الدنيا . روى هذا المعنى ابن أبي طلحة عن ابن عباس .
والثالث: ونقلب أفئدة هؤلاء وأبصارهم عن الإيمان بالآيات كما لم يؤمن أوائلهم من الأمم الخالية بما رأوا من الآيات ، قاله . مقاتل
والرابع: أن ذلك التقليب في النار ، عقوبة لهم ، ذكره . وفي هاء "به" أربعة أقوال: أحدها: أنها كناية عن القرآن . والثاني: عن النبي صلى الله عليه وسلم . والثالث: عما ظهر من الآيات . والرابع: عن التقليب . وفي المراد بـ "أول مرة" ثلاثة أقوال . أحدها: أن المرة الأولى: دار الدنيا . والثاني: أنها معجزات الأنبياء قبل الماوردي محمد صلى الله عليهم وسلم . والثالث: أنها صرف قلوبهم عن الإيمان قبل نزول الآيات أن لو نزلت; والطغيان والعمه مذكوران في [سورة البقرة] .