الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      القول في تأويل قوله تعالى :

                                                                                                                                                                                                                                      [ 93 ] إنما السبيل على الذين يستأذنونك وهم أغنياء رضوا بأن يكونوا مع الخوالف وطبع الله على قلوبهم فهم لا يعلمون .

                                                                                                                                                                                                                                      إنما السبيل أي : بالعتاب والعقاب على الذين يستأذنونك وهم أغنياء أي : قادرون على تحصيل الأهبة رضوا بأن يكونوا مع الخوالف أي : من النساء والصبيان وسائر أصناف العاجزين ، أي : رضوا بالدناءة والضعة والانتظام في جملة الخوالف .

                                                                                                                                                                                                                                      قال المهايمي : وهذا الرضا ، كما هو سبب العتاب ، فهو أيضا سبب العقاب ، لأنه لما كان عن قلة مبالاتهم بالله ، غضب الله عليهم وطبع الله على قلوبهم فهم لا يعلمون أي : ما يترتب عليه من المصائب الدينية والدنيوية ، أو لا يعلمون أمر الله فلا يصدقون .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 3235 ] لطيفة :

                                                                                                                                                                                                                                      قال الشهاب : اعلم أن قولهم : لا سبيل عليه ، معناه : لا حرج ولا عتاب ، وأنه بمعنى لا عاتب يمر عليه ، فضلا عن العتاب ، وإذا تعدى ب ( إلى ) كقوله :


                                                                                                                                                                                                                                      ألا ليت شعري هل إلى أم سالم سبيل ؟ فأما الصبر عنها فلا صبر



                                                                                                                                                                                                                                      فبمعنى الوصول كما قال :


                                                                                                                                                                                                                                      هل من سبيل إلى خمر فأشربها     أم من سبيل إلى نصر بن حجاج



                                                                                                                                                                                                                                      ونحوه ، فتنبه لمواطن استعماله ، فإنه من مهمات الفصاحة . انتهى .

                                                                                                                                                                                                                                      ثم أخبر تعالى عما سيتصدون له عند القفول من تلك الغزوة ، بقوله سبحانه :

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية