الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      القول في تأويل قوله تعالى:

                                                                                                                                                                                                                                      [67 - 70] وقال الذين كفروا أإذا كنا ترابا وآباؤنا أإنا لمخرجون لقد وعدنا هذا نحن وآباؤنا من قبل إن هذا إلا أساطير الأولين قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المجرمين ولا تحزن عليهم ولا تكن في ضيق مما يمكرون

                                                                                                                                                                                                                                      وقال الذين كفروا أي: بوعد الله وآياته وعلمه وقدرته وحكمته: أإذا كنا ترابا وآباؤنا أإنا لمخرجون أي: من القبور: لقد وعدنا هذا نحن وآباؤنا من قبل إن هذا إلا أساطير الأولين أي: أحاديثهم وأكاذيبهم التي سطروها بعبارة مموهة: قل سيروا في الأرض أي: لتبصروا آثار القائلين هذا القول قبلكم: فانظروا كيف كان [ ص: 4683 ] عاقبة المجرمين بإنكاره. وهي دمارهم وهلاكهم بالاستئصال: ولا تحزن عليهم أي: على قولهم وتكذيبهم. فإنه سيكون لك من المصدقين من لا يبالي معهم بهؤلاء كقوله تعالى: فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا ولا تكن في ضيق مما يمكرون أي: في حرج من مكرهم وكيدهم لك. ولا تبال بذلك، فإن الله يعصمك من الناس.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية