القول في تأويل قوله تعالى:
[ 3، 4] غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا فلا يغررك تقلبهم في البلاد .
غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول أي: المن والفضل: لا إله إلا هو إليه المصير أي: المرجع والجزاء: ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا أي: ما يخاصم في حجج الله، وأدلته على وحدانيته بالإنكار لها، إلا الذين جحدوا توحيده ، قال : سجل على الزمخشري . والمراد الجدال بالباطل، من الطعن فيها، والقصد إلى إدحاض الحق، وإطفاء نور الله. وقد دل على ذلك قوله: المجادلين في آيات الله بالكفر وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق
فأما الجدال فيها، لإيضاح ملتبسها وحل مشكلها ومقارحة أهل العلم في استنباط معانيها، ورد أهل الزيغ بها وعنها، فأعظم جهاد في سبيل الله. وقوله صلى الله عليه وسلم وإيراده منكرا، تمييز [ ص: 5156 ] منه بين جدال وجدال. انتهى: «جدال في القرآن كفر» فلا يغررك تقلبهم في البلاد أي: للتجارات، وتمتعهم بالتجوال والترداد، فمآلهم إلى الزوال والنفاد.