الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      القول في تأويل قوله تعالى:

                                                                                                                                                                                                                                      [ 12، 13] ذلكم بأنه إذا دعي الله وحده كفرتم وإن يشرك به تؤمنوا فالحكم لله العلي الكبير هو الذي يريكم آياته وينـزل لكم من السماء رزقا وما يتذكر إلا من ينيب .

                                                                                                                                                                                                                                      ذلكم أي: ذلكم الذي أنتم فيه من العذاب، وأن لا سبيل إلى خروج قط: بأنه إذا دعي الله وحده كفرتم وإن يشرك به تؤمنوا أي: بسبب إنكاركم أن الألوهية له خالصة، وقولكم: أجعل الآلهة إلها واحدا وإيمانكم بالشرك: فالحكم لله العلي الكبير أي: فالقضاء له وحده لا للغير. فلا سبيل إلى النجاة لعلوه وكبريائه، فلا يمكن لأحد رد حكمته وعقابه: هو الذي يريكم آياته أي: من الريح، والسحاب، والرعد، والبرق، والصواعق، ونحوها: وينـزل لكم من السماء رزقا أي: مطرا. وإفراده بالذكر من بين الآيات، لعظم نفعه، وتسبب حياة كل شيء عنه: وما يتذكر إلا من ينيب أي: وما يتعظ بآياته تعالى، إلا من يرجع إليه بالتوبة والإنابة.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية