القول في تأويل قوله تعالى:
[ 19 - 25] يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور والله يقضي بالحق والذين يدعون من دونه لا يقضون بشيء إن الله هو السميع البصير أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين كانوا من قبلهم كانوا هم أشد منهم قوة وآثارا في الأرض فأخذهم الله بذنوبهم وما كان لهم من الله من واق ذلك بأنهم كانت تأتيهم رسلهم بالبينات فكفروا فأخذهم الله إنه قوي شديد العقاب ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين إلى فرعون وهامان وقارون فقالوا ساحر كذاب فلما جاءهم بالحق من عندنا قالوا اقتلوا أبناء الذين آمنوا معه واستحيوا نساءهم وما كيد الكافرين إلا في ضلال [ ص: 5162 ] يعلم خائنة الأعين أي: نظراتها الخائنة، وهي الممتدة إلى ما لا يحل: وما تخفي الصدور أي: تكنه من الضمائر والأسرار: والله يقضي بالحق أي: بالعدل: والذين يدعون من دونه لا يقضون بشيء أي: لأنهم لا يقدرون على شيء: إن الله هو السميع البصير أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين كانوا من قبلهم كانوا هم أشد منهم قوة وآثارا في الأرض يعني حصونهم وقصورهم وعددهم: فأخذهم الله بذنوبهم وما كان لهم من الله من واق ذلك بأنهم كانت تأتيهم رسلهم بالبينات فكفروا فأخذهم الله إنه قوي شديد العقاب ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين إلى فرعون وهامان وقارون فقالوا ساحر كذاب فلما جاءهم بالحق أي: بآيات نبوته: من عندنا قالوا اقتلوا أبناء الذين آمنوا معه واستحيوا نساءهم أي: قالوا: أعيدوا عليهم القتل، كالذي كان أولا، واستبقوا نساءهم للخدمة: وما كيد الكافرين إلا في ضلال أي: وما مكرهم في دفع ما أراد الله من ظهور دينه، إلا في ضياع; إذ هو كالغثاء الذي يقذفه تيار الحق.