[ ص: 5874 ] بسم الله الرحمن الرحيم
67- سورة الملك
قال
المهايمي: سميت به لاشتمالها على كثير مما ينبغي أن يكون عليه الملك من كثرة الخيرات، وعموم القدرة، والإحياء والإماتة، واختبار أعمال الناس، والغلبة والغفران، ورفع الأبنية لخدامه وعدم التفاوت في رعاياه، وتزيين بلاده، والقهر على الأعداء، والترحم على الأولياء، والأمن ورخص الأسعار، وأن لا يقدر أحد على نصر من عاداه، ولا على رزق من منعه. انتهى.
وتسمى سورة (تبارك). وهي مكية. وآيها ثلاثون.
[ ص: 5875 ] بسم الله الرحمن الرحيم
القول في تأويل قوله تعالى:
[1]
nindex.php?page=treesubj&link=28723_29687_32501_33679_29038nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=1تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=1تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير قال
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير : أي: تعاظم الذي بيده ملك الدنيا والآخرة، وسلطانهما، نافذ فيهما أمره وقضاؤه، وهو على ما يشاء فعله ذو قدرة لا يمنعه مانع، ولا يحول بينه وبينه عجز.
وقال
القاشاني: الملك عالم الأجسام، كما أن الملكوت عالم النفوس; ولذلك وصف ذاته باعتبار تصريفه عالم الملك، بحسب مشيئته بالتبارك، الذي هو غاية العظمة، ونهاية الازدياد في العلو والبركة، وباعتبار تسخيره عالم الملكوت، بمقتضى إرادته بالتسبيح، الذي هو التنزيه، كقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=83فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء كلا بما يناسبه؛ لأن العظمة والازدياد والبركة تناسب الأجسام، والتنزه يناسب المجردات عن المادة. فمعنى: " تبارك " تعالى وتعاظم، الذي يتصرف في عالم الملك بيد قدرته، لا يتصرف فيه غيره فبيده كل ما وجد من الأجسام، لا بيد غيره، يصرفها كما يشاء، وهو القادر على كل ما عدم من الممكنات، يوجدها على ما يشاء.
[ ص: 5874 ] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
67- سُورَةُ الْمُلْكِ
قَالَ
الْمَهَايِمِيُّ: سُمِّيَتْ بِهِ لِاشْتِمَالِهَا عَلَى كَثِيرٍ مِمَّا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ عَلَيْهِ الْمُلْكُ مِنْ كَثْرَةِ الْخَيْرَاتِ، وَعُمُومِ الْقُدْرَةِ، وَالْإِحْيَاءِ وَالْإِمَاتَةِ، وَاخْتِبَارِ أَعْمَالِ النَّاسِ، وَالْغَلَبَةِ وَالْغُفْرَانِ، وَرَفْعِ الْأَبْنِيَةِ لِخُدَّامِهِ وَعَدَمِ التَّفَاوُتِ فِي رَعَايَاهُ، وَتَزْيِينِ بِلَادِهِ، وَالْقَهْرِ عَلَى الْأَعْدَاءِ، وَالتَّرَحُّمِ عَلَى الْأَوْلِيَاءِ، وَالْأَمْنِ وَرُخْصِ الْأَسْعَارِ، وَأَنْ لَا يَقْدِرَ أَحَدٌ عَلَى نَصْرِ مَنْ عَادَاهُ، وَلَا عَلَى رِزْقِ مَنْ مَنَعَهُ. انْتَهَى.
وَتُسَمَّى سُورَةَ (تَبَارَكَ). وَهِيَ مَكِّيَّةٌ. وَآيُهَا ثَلَاثُونَ.
[ ص: 5875 ] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى:
[1]
nindex.php?page=treesubj&link=28723_29687_32501_33679_29038nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=1تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=1تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ : أَيْ: تَعَاظَمَ الَّذِي بِيَدِهِ مُلْكُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَسُلْطَانُهُمَا، نَافِذٌ فِيهِمَا أَمْرُهُ وَقَضَاؤُهُ، وَهُوَ عَلَى مَا يَشَاءُ فِعْلَهُ ذُو قُدْرَةٍ لَا يَمْنَعُهُ مَانِعٌ، وَلَا يَحُولُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ عَجْزٌ.
وَقَالَ
الْقَاشَانِيُّ: الْمُلْكُ عَالَمُ الْأَجْسَامِ، كَمَا أَنَّ الْمَلَكُوتَ عَالَمُ النُّفُوسِ; وَلِذَلِكَ وَصَفَ ذَاتَهُ بِاعْتِبَارِ تَصْرِيفِهِ عَالَمَ الْمُلْكِ، بِحَسْبِ مَشِيئَتِهِ بِالتَّبَارُكِ، الَّذِي هُوَ غَايَةُ الْعَظَمَةِ، وَنِهَايَةُ الِازْدِيَادِ فِي الْعُلُوِّ وَالْبَرَكَةِ، وَبِاعْتِبَارِ تَسْخِيرِهِ عَالَمَ الْمَلَكُوتِ، بِمُقْتَضَى إِرَادَتِهِ بِالتَّسْبِيحِ، الَّذِي هُوَ التَّنْزِيهُ، كَقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=83فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ كُلًّا بِمَا يُنَاسِبُهُ؛ لِأَنَّ الْعَظَمَةَ وَالِازْدِيَادَ وَالْبَرَكَةَ تُنَاسِبُ الْأَجْسَامَ، وَالتَّنَزُّهَ يُنَاسِبُ الْمُجَرَّدَاتِ عَنِ الْمَادَّةِ. فَمَعْنَى: " تَبَارَكَ " تَعَالَى وَتَعَاظَمَ، الَّذِي يَتَصَرَّفُ فِي عَالَمِ الْمُلْكِ بِيَدِ قُدْرَتِهِ، لَا يَتَصَرَّفُ فِيهِ غَيْرُهُ فَبِيَدِهِ كُلُّ مَا وُجِدَ مِنَ الْأَجْسَامِ، لَا بِيَدِ غَيْرِهِ، يُصَرِّفُهَا كَمَا يَشَاءُ، وَهُوَ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ مَا عُدِمَ مِنَ الْمُمْكِنَاتِ، يُوجِدُهَا عَلَى مَا يَشَاءُ.