القول في تأويل قوله تعالى:
[ 21 - 26 ] إن جهنم كانت مرصادا للطاغين مآبا لابثين فيها أحقابا لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا إلا حميما وغساقا جزاء وفاقا
[ ص: 6037 ] إن جهنم كانت مرصادا أي: موضع رصد، يرصد فيه خزنتها من كان يكذب بها وبالمعاد. على أن "مرصادا" اسم مكان، أو مجدة في ترصدهم وارتقاب مقدمهم، على أنه صيغة مبالغة.
للطاغين مآبا أي: للذين طغوا في الدنيا، فتجاوزوا حدود الله استكبارا على ربهم، منزلا ومرجعا يصيرون إليه.
لابثين فيها أحقابا أي: دهورا متتابعة إلى غير نهاية، كقوله: "خالدين فيها أبدا" ، لا يذوقون فيها بردا أي: روحا وراحة ولا شرابا
إلا حميما أي: ماء حارا انتهى غليانه وغساقا أي: صديدا، وهو ما يخرج من جلودهم مما تصهرهم النار في حياض يجتمع فيها، فيسقونه.
جزاء وفاقا أي: جوزوا بذلك جزاء موافقا لما ارتكبوه من الأعمال وقدموه من العقائد والأخلاق.