الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      القول في تأويل قوله تعالى:

                                                                                                                                                                                                                                      [ 27 - 29 ] إنهم كانوا لا يرجون حسابا وكذبوا بآياتنا كذابا وكل شيء أحصيناه كتابا

                                                                                                                                                                                                                                      إنهم كانوا لا يرجون حسابا وكذبوا بآياتنا كذابا قال القاشاني: أي: ذلك العذاب لأنهم كانوا موصوفين بهذه الرذائل من عدم توقع المكافآت والتكذيب بالآيات، أي: لفساد العمل والعلم، فلم يعملوا صالحا رجاء الجزاء، ولم يعملوا عملا فيصدقوا بالآيات.

                                                                                                                                                                                                                                      وكل شيء أحصيناه كتابا قال القاشاني: أي: كل شيء من أعمالهم ضبطناه بالكتابة عليهم في صحائف نفوسهم.

                                                                                                                                                                                                                                      وقال الرازي: المراد من قوله: كتابا تأكيد ذلك الإحصاء والعلم، وهذا التأكيد إنما ورد على حسب ما يليق بأفهام أهل الظاهر; فإن المكتوب يقبل الزوال، وعلم الله بالأشياء لا يقبل الزوال; لأنه واجب لذاته. انتهى.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 6038 ] وهو بمعنى ما نقله الشهاب، أنه تمثيل لإحاطة علمه بالأشياء لتفهيمنا، وإلا فهو تعالى غني عن الكتابة والضبط. ومذهب السلف الإيمان بهذه الظواهر وتفويض تأويلها إلى الله تعالى.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية