[ ص: 1567 ] القول في تأويل قوله تعالى:
nindex.php?page=treesubj&link=31769_31772_34264_28975nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=118لعنه الله وقال لأتخذن من عبادك نصيبا مفروضا [118]
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=118لعنه الله صفة ثانية لـ (شيطانا) أي: أبعده الله عن رحمته، فأراد إبعاد من أبعد بسببه
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=118وقال حين أبعد:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=118لأتخذن من عبادك أي: الذين أبعدتني بسببهم، أي: لأجعلن لي منهم
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=118نصيبا أي: حظا
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=118مفروضا أي: مقطوعا ومقدرا من عبادتهم بأن يعبدوا غيرك، أو يراءوا فيها، أو يعجبوا بها، أو يتلفوها في المظالم، أو يحبطوها بالكفر بعدها.
قال العلامة
أبو السعود : قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=118وقال إلخ .. عطف على الجملة المتقدمة: أي: شيطانا مريدا جامعا بين لعنة الله وهذا القول الشنيع الصادر عنه عند اللعن.
ولقد برهن على أن
nindex.php?page=treesubj&link=28675عبادة الأصنام غاية الضلال بطريق التعليل بأن ما يعبدونها ينفعل ولا يفعل فعلا اختياريا، وذلك ينافي الألوهية غاية المنافاة، ثم استدل عليه بأن ذلك عبادة للشيطان وهو أفظع الضلال من وجوه ثلاثة:
الأول: أنه منهمك في الغي لا يكاد يعلق بشيء من الخير والهدى، فتكون طاعته ضلالا بعيدا عن الحق.
والثاني: أنه ملعون لضلاله، فلا تستتبع مطاوعته سوى اللعن والضلال.
والثالث: أنه في غاية السعي في إهلاكهم وإضلالهم، فموالاة من هذا شأنه غاية الضلال، فضلا عن عبادته.
[ ص: 1567 ] الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=treesubj&link=31769_31772_34264_28975nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=118لَعَنَهُ اللَّهُ وَقَالَ لأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا [118]
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=118لَعَنَهُ اللَّهُ صِفَةٌ ثَانِيَةٌ لِـ (شَيْطَانًا) أَيْ: أَبْعَدَهُ اللَّهُ عَنْ رَحْمَتِهِ، فَأَرَادَ إِبْعَادَ مَنْ أُبْعِدَ بِسَبَبِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=118وَقَالَ حِينَ أُبْعِدَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=118لأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ أَيِ: الَّذِينَ أَبْعَدْتَنِي بِسَبَبِهِمْ، أَيْ: لَأَجْعَلَنَّ لِي مِنْهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=118نَصِيبًا أَيْ: حَظًّا
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=118مَفْرُوضًا أَيْ: مَقْطُوعًا وَمُقَدَّرًا مِنْ عِبَادَتِهِمْ بِأَنْ يَعْبُدُوا غَيْرَكَ، أَوْ يُرَاءُوا فِيهَا، أَوْ يُعْجَبُوا بِهَا، أَوْ يُتْلِفُوهَا فِي الْمَظَالِمِ، أَوْ يُحْبِطُوهَا بِالْكُفْرِ بَعْدَهَا.
قَالَ الْعَلَّامَةُ
أَبُو السُّعُودِ : قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=118وَقَالَ إِلَخْ .. عَطْفٌ عَلَى الْجُمْلَةِ الْمُتَقَدِّمَةِ: أَيْ: شَيْطَانًا مَرِيدًا جَامِعًا بَيْنَ لَعْنَةِ اللَّهِ وَهَذَا الْقَوْلِ الشَّنِيعِ الصَّادِرِ عَنْهُ عِنْدَ اللَّعْنِ.
وَلَقَدْ بَرْهَنَ عَلَى أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=28675عِبَادَةَ الْأَصْنَامِ غَايَةُ الضَّلَالِ بِطَرِيقِ التَّعْلِيلِ بِأَنَّ مَا يَعْبُدُونَهَا يَنْفَعِلُ وَلَا يَفْعَلُ فِعْلًا اخْتِيَارِيًّا، وَذَلِكَ يُنَافِي الْأُلُوهِيَّةَ غَايَةَ الْمُنَافَاةِ، ثُمَّ اسْتَدَلَّ عَلَيْهِ بِأَنَّ ذَلِكَ عِبَادَةٌ لِلشَّيْطَانِ وَهُوَ أَفْظَعُ الضَّلَالِ مِنْ وُجُوهٍ ثَلَاثَةٍ:
الْأَوَّلُ: أَنَّهُ مُنْهَمِكٌ فِي الْغَيِّ لَا يَكَادُ يَعْلَقُ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَيْرِ وَالْهُدَى، فَتَكُونُ طَاعَتُهُ ضَلَالًا بَعِيدًا عَنِ الْحَقِّ.
وَالثَّانِي: أَنَّهُ مَلْعُونٌ لِضَلَالِهِ، فَلَا تَسْتَتْبِعُ مُطَاوَعَتُهُ سِوَى اللَّعْنِ وَالضَّلَالِ.
وَالثَّالِثُ: أَنَّهُ فِي غَايَةِ السَّعْيِ فِي إِهْلَاكِهِمْ وَإِضْلَالِهِمْ، فَمُوَالَاةُ مَنْ هَذَا شَأْنُهُ غَايَةُ الضَّلَالِ، فَضْلًا عَنْ عِبَادَتِهِ.