[ ص: 376 ] وقال الشيخ رحمه الله فصل "
nindex.php?page=treesubj&link=1562أنواع الاستفتاح للصلاة ثلاثة " وهي أنواع الأذكار مطلقا بعد القرآن . أعلاها ما كان ثناء على الله ويليه ما كان خبرا من العبد عن عبادة الله والثالث ما كان دعاء للعبد .
فإن الكلام إما إخبار وإما إنشاء وأفضل الإخبار ما كان خبرا عن الله والإخبار عن الله أفضل من الخبر عن غيره ومن الإنشاءات ولهذا كانت {
nindex.php?page=tafseer&surano=6334&ayano=112قل هو الله أحد } تعدل ثلث القرآن ; لأنها تتضمن الخبر عن الله وكانت آية الكرسي أفضل آية في القرآن ; لأنها خبر عن الله فما كان من الذكر من جنس هذه السورة وهذه الآية فهو أفضل الأنواع . والسؤال للرب هو بعد الذكر المحض كما في حديث
مالك بن الحويرث : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=36618من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين } .
ولهذا كانت الفاتحة نصفين : نصفا ثناء ونصفا دعاء . ونصف
[ ص: 377 ] الثناء هو المقدم وهو الذي لله عز وجل وكذلك في حديث الشفاعة الصحيح قال : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=598976فإذا رأيت ربي خررت له ساجدا فأحمد ربي بمحامد يفتحها علي لا أحسنها الآن فيقول : أي محمد ارفع رأسك وقل تسمع وسل تعطه واشفع تشفع } فبدأ بالحمد لله حتى أذن له في السؤال فسأل .
وفي صحيح
البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=36064من تعار من الليل فقال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير والحمد لله وسبحان الله والله أكبر اللهم اغفر لي . فإن دعا استجيب دعاؤه وإن توضأ وصلى قبلت صلاته } وقال : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=10907أفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي : لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير } ولهذا كان التشهد ثناء على الله عز وجل . وقال في آخره ثم ليتخير من المسألة ما شاء .
والأدعية الشرعية هي بعد التشهد ; لم يشرع الدعاء في القعود قبل التشهد ; بل قدم الثناء على الدعاء وفي حديث الذي دعا قبل الثناء قال النبي صلى الله عليه وسلم " عجل هذا " . فروى
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد والترمذي وأبو داود عن
فضالة بن عبيد قال {
nindex.php?page=hadith&LINKID=64864سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يدعو في صلاته لم يحمد الله ولم يصل على [ ص: 378 ] النبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عجل هذا ثم دعاه فقال له - أو لغيره - إذا صلى أحدكم فليبدأ بتحميد ربه والثناء عليه ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يدعو بعد ذلك بما شاء } .
nindex.php?page=treesubj&link=1570والذكر المشروع باتفاق المسلمين في الركوع والسجود والاعتدال وأما الدعاء في الفرض ففي كراهيته نزاع وإن كان الصحيح أنه لا يكره ولكن الذكر أفضل ; فإن الذكر مأمور به فيهما بقوله تعالى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=5109&ayano=56فسبح باسم ربك العظيم } و {
nindex.php?page=tafseer&surano=6036&ayano=87سبح اسم ربك الأعلى } قال النبي صلى الله عليه وسلم {
nindex.php?page=hadith&LINKID=13174اجعلوها في ركوعكم } والثانية {
nindex.php?page=hadith&LINKID=598977اجعلوها في سجودكم } .
فأما قوله صلى الله عليه وسلم {
nindex.php?page=hadith&LINKID=1846أما الركوع فعظموا فيه الرب وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم } ففيه الأمر في الركوع بالتعظيم وأمره بالدعاء في السجود بيان منه أن
nindex.php?page=treesubj&link=1570الدعاء في السجود أحق بالإجابة من الركوع ; ولهذا قال : فقمن أن يستجاب لكم كما قال : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=598978أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد } فهو أمر بأن يكون الدعاء في السجود .
أمر بالصفة لا بالموصوف أو أمر بالصفة والموصوف وإن كان التسبيح أفضل فإنه ليس من شرط المأمور أن لا يكون غيره أفضل
[ ص: 379 ] منه ; لأن الدعاء هو بحسب مطلوب العبد لم يذكر دعاء معينا أمر به كما أمر بالفاتحة بقوله : {
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=1اهدنا الصراط المستقيم } والدعاء الواجب لا يكون إلا معينا وإن كان جنس الدعاء واجبا فمعلوم أن الدعاء جائز في نفس الصلاة وخارج الصلاة وأكثر الأدعية المنقولة عن النبي صلى الله عليه وسلم كانت في آخر الصلاة كما في الحديث المروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه ذكر : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=598979أن nindex.php?page=treesubj&link=19741أجوب الدعاء جوف الليل الآخر و دبر الصلاة } .
فعلم أن الدعاء دبر الصلاة - لا سيما قبل السلام . كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو في الغالب فهو - أجوب سائر أحوال الصلاة ; لأنه دعاء بعد إكمال العبادة .
وأما السجود فإنما ذكره والركوع لأنه قال : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=12872إني نهيت أن أقرأ القرآن راكعا أو ساجدا : أما الركوع فعظموا فيه الرب وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم } فلما نهى عن القراءة في هذين الحالين ذكر ما يكون بدلا مشروعا لمن أراد فخص الركوع بالتعظيم ; والسجود بالدعاء . فجمع الأقسام الثلاثة : القراءة والذكر والدعاء .
ومما يبين فضل الذكر على المسألة : ما ثبت في صحيح
مسلم عن
[ ص: 380 ] النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=598980nindex.php?page=treesubj&link=24582أفضل الكلام بعد القرآن أربع : وهن من القرآن - سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر } ولهذا أمر بالذكر من عجز عن القراءة في الصلاة ; لأن الاعتدال مشروع . فيه التحميد بالسنة المتواترة وإجماع المسلمين وهو الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعله في كل صلاة وكان أحيانا يدعو بعد التحميد بقوله : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=14979اللهم باعد بيني وبين خطاياي } فأخر السؤال عن الحمد والثناء والمجد وأمر أيضا بالحمد بقوله : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=598981فإذا قال سمع الله لمن حمده . فقولوا : ربنا ولك الحمد } وما داوم عليه وقدمه وأمر به أفضل مما كان يفعله أحيانا ويؤخره ولم يأمر به .
وأيضا فنوع الثناء أضافه الرب إلى نفسه ونوع السؤال أضافه إلى عبده . فقال : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=10335إذا قال العبد : { nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=1الحمد لله رب العالمين } قال الله . حمدني عبدي فإذا قال : { nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=1الرحمن الرحيم } قال : أثنى علي عبدي وإذا قال : { nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=1مالك يوم الدين } قال الله : مجدني عبدي فإذا قال : { nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=1إياك نعبد وإياك نستعين } قال : هذه الآية بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل فإذا قال : { nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=1اهدنا الصراط المستقيم } إلى آخر السورة . قال : هؤلاء لعبدي ولعبدي ما سأل } .
وأيضا فجماهير العلماء على إيجاب الثناء فيوجبون
nindex.php?page=treesubj&link=1554_1552_1570التشهد الأخير وكذلك التشهد الأول يجب مع الذكر عند
مالك وأحمد فإذا تركه
[ ص: 381 ] عمدا بطلت صلاته
nindex.php?page=treesubj&link=1570وتسبيح الركوع والسجود كذلك أيضا عند
أحمد وغيره وكذلك التكبير تكبير الانتقال . فمذهب
مالك من ترك من ذلك ثلاثا عمدا أعاد الصلاة ومذهب
أحمد مشهور عنه مطلقا وما يذكره أصحاب
أحمد في مسائل الخلاف : أن إيجاب هذه الأذكار من مفردات
أحمد عن الثلاثة ; فذلك لأن أصحاب
مالك يسمون هذه سننا والسنة عندهم قد تكون واجبة إذا تركها أعاد وهذه من ذلك فيظن من يظن أن السنة عندهم لا تكون إلا لما يجوز تركه ; وليس كذلك .
وأما الدعاء فلم يجب منه دعاء مفرد أصلا بل ما وجب من الفاتحة وجب بعد الثناء وكذلك من أوجب أن يدعو بعد التشهد بالدعاء المأمور به هناك وهو الاستعاذة من عذاب جهنم والقبر وفتنة المحيا والممات والدجال فإنما أوجبه بعد التشهد الذي هو ثناء وهو قول
طاووس ووجه في مذهب
أحمد .
وأيضا فالدعاء لم يشرع مجردا لم يشرع إلا مع الثناء . وأما الثناء فقد شرع مجردا بلا كراهة . فلو اقتصر في الاعتدال على الثناء وفي الركوع والسجود على التسبيح كان مشروعا بلا كراهة ولو اقتصر في ذلك على الدعاء لم يكن مشروعا وفي بطلان الصلاة نزاع .
و " أيضا " فالثناء يتضمن مقصود الدعاء كما في الحديث {
nindex.php?page=hadith&LINKID=70263أفضل [ ص: 382 ] الذكر . لا إله إلا الله وأفضل الدعاء الحمد لله } فإن ثناء الداعي على المدعو بما يتضمن حصول مطلوبه قد يكون أبلغ من ذكر المطلوب كما قيل :
إذا أثنى عليك المرء يوما كفاه من تعرضه الثناء
ولهذا يقول في الدعاء المأثور : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=598982أسألك بأن لك الحمد أنت الله المنان بديع السموات والأرض } . فسأله بأن له الحمد فعلم بأن الاعتراف بكونه مستحقا للحمد : هو سبب في حصول المطلوب .
وهذا كقول
أيوب عليه السلام {
nindex.php?page=tafseer&surano=2587&ayano=21مسني الضر وأنت أرحم الراحمين } فقوله : هذا أحسن من قوله : ارحمني . وفي دعاء ليلة القدر الذي روته
عائشة : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=598983اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني } .
وفي الصحيحين {
nindex.php?page=hadith&LINKID=598984عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول عند الكرب : لا إله إلا الله الحليم العظيم لا إله إلا الله رب العرش العظيم لا إله إلا الله رب السموات السبع ورب الأرض رب العرش الكريم } .
ومما يبين
nindex.php?page=treesubj&link=19896_19612فضل الثناء على الدعاء أن الثناء المشروع يستلزم الإيمان بالله وأما الدعاء فقد لا يستلزمه إذ الكفار يسألون الله
[ ص: 383 ] فيعطيهم كما أخبر الله بذلك في القرآن في غير موضع فإن سؤال الرزق والعافية ونحو ذلك من الأدعية المشروعة : هو مما يدعو به المؤمن والكافر ; بخلاف الثناء كقوله : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=598985سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك } و {
nindex.php?page=hadith&LINKID=13936التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته } فإن هذا لا يثنى به إلا المؤمن وكذلك قوله : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=598986اللهم ربنا ولك الحمد ملء السموات وملء الأرض وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء بعده } لكن قد يكون بعض الثناء يقر به الكفار كإقرارهم بأن الله خالق السموات والأرض وأنه يجيب المضطر إذا دعاه ونحو ذلك .
لكن المشركون لم يكن لهم ثناء مشروع يثنون به على الله حتى في تلبيتهم كانوا يقولون : لبيك لا شريك لك : إلا شريكا هو لك تملكه وما ملك . وكذلك
النصارى ثناؤهم فيه الشرك وأما
اليهود فليس في عبادتهم ثناء اللهم إلا ما يكون مأثورا عن الأنبياء وذلك من ثناء أهل الإيمان وكذلك
النصارى إن كان عندهم شيء من ذلك وأما ما شرعه من ثنائه فهو يتضمن الإيمان والأدلة الدالة على فضل جنس الثناء على جنس الدعاء كثيرة . مثل أمره أن يقال عند سماع المؤذن مثل ما يقول ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يسأل له الوسيلة ثم يسأل العبد بعد ذلك . فقدم الثناء على
[ ص: 384 ] الدعاء وهكذا بعد التشهد فإنه قدم فيه الثناء على الله ثم الدعاء لرسوله ثم للإنسان . وكذلك هنا مع أني لا أعلم في هذا نزاعا بين العلماء ولكن المفضول قد يكون أحيانا أفضل . فإن
nindex.php?page=treesubj&link=24589الصلاة أفضل من قراءة القرآن والقرآن أفضل من الذكر والذكر أفضل من الدعاء والمفضول قد يعرض له حال يكون فيه أفضل ; لأسباب متعددة إما مطلقا كفضيلة القراءة وقت النهي على الصلاة وإما لحال مخصوص وهذا مبسوط في موضع آخر .
والمقصود هنا : أن جنس الثناء أفضل من السؤال . كما قال تعالى : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=36618من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين } وقراءة القرآن أفضل منهما ; كما في حديث
الترمذي عن
أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=36618يقول الله عز وجل : من شغله قراءة القرآن عن ذكري ومسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين } قال
الترمذي حسن غريب .
وهذا بين في الاعتبار لأن السائل غاية مقصوده حصول مطلوبه ومراده . فهو مريد من الله وإن كان مطلوبه محبوبا لله مثل أن يطلب منه إعانته على ذكره وشكره وحسن عبادته فهو يريد منه هذا الأمر المحبوب لله .
[ ص: 385 ] وأما المثني فهو ذاكر لنفس محبوب الحق من أسمائه وصفاته فالمطلوب بهذا معرفة الله ومحبته وعبادته . وهذا مطلوب لنفسه لا لغيره وهو الغاية التي خلق لها الخلق . كما قال تعالى {
nindex.php?page=tafseer&surano=4782&ayano=51وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون } والسؤال وسيلة إلى هذا ; ولهذا قال في الفاتحة : {
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=1إياك نعبد وإياك نستعين } فقدم قوله : {
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=1إياك نعبد } لأنه المقصود لنفسه على قوله : {
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=1وإياك نستعين } لأنه وسيلة إلى ذلك . والمقاصد مقدمة في القصد والقول على الوسائل ثم مقصود السائل من الدعاء يحصل لهذا العابد المثني مع اشتغاله بأشرف القسمين .
وأما الداعي فإذا كان مهتما بما هو محتاج إليه من جلب منفعة ودفع مضرة كحاجته إلى الرزق والنصر الضروري كان اشتغاله بهذا نفسه صارفا له عن غيره فإذا دعا الله سبحانه فقد يحصل له بالدعاء من معرفة الله ومحبته والثناء عليه والعبودية له والافتقار إليه ما هو أفضل وأنفع من مطلوبه ذلك . كما قال بعض السلف : يا ابن
آدم لقد بورك لك في حاجة أكثرت فيها قرع باب سيدك . وقال بعضهم : إنه ليكون لي إلى الله حاجة فأدعوه فيفتح لي من باب معرفته ما أحب معه أن لا يعجل لي قضاءها ; لئلا ينصرف قلبي عن الدعاء .
والسائل إذا حصل سؤاله برد فإنه لم يكن مراده إلا سؤاله وإذا حصل أعرض عن الله فهذا حال الكفار الذين ذمهم الله في القرآن كقوله : {
nindex.php?page=tafseer&surano=1386&ayano=10وإذا مس الإنسان الضر دعانا لجنبه أو قاعدا أو قائما فلما كشفنا عنه ضره مر كأن لم يدعنا إلى ضر مسه } وقال تعالى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=858&ayano=6قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر تدعونه تضرعا وخفية لئن أنجانا من هذه لنكونن من الشاكرين } {
nindex.php?page=tafseer&surano=859&ayano=6قل الله ينجيكم منها ومن كل كرب ثم أنتم تشركون } وقال تعالى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=4105&ayano=39وإذا مس الإنسان ضر دعا ربه منيبا إليه ثم إذا خوله نعمة منه نسي ما كان يدعو إليه من قبل وجعل لله أندادا ليضل عن سبيله قل تمتع بكفرك قليلا إنك من أصحاب النار } .
فقوله سبحانه : {
nindex.php?page=tafseer&surano=4105&ayano=39نسي ما كان يدعو إليه من قبل } أي نسي ما كان يدعو الله إليه وهو الحاجة التي طلبها فإن دعاءه كان إليها أي توجهه إليها وقصده فهي الغاية التي كان يقصدها . وإذا كانت ما مصدرية كان تقديره نسي كونه يدعو الله إلى حاجته . كما قال تعالى في الآية الأخرى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=1386&ayano=10فلما كشفنا عنه ضره مر كأن لم يدعنا إلى ضر مسه } لكن على هذا يبقى الضمير في إليه عائدا على غير مذكور بخلاف ما إذا جعلت بمعنى الذي فإن التقدير نسي حاجته الذي دعاني إليها من قبل فنسي دعاءه الله الذي كان سبب الحاجة وإلى حرف الغاية . كما قال تعالى في الآية الأخرى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=835&ayano=6قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله أو أتتكم الساعة أغير الله تدعون إن كنتم صادقين } {
nindex.php?page=tafseer&surano=836&ayano=6بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه إن شاء وتنسون ما تشركون } فقد
[ ص: 387 ] أخبر تعالى : أنه يكشف ما يدعون إليه ; وهي الشدة التي دعوا إليها .
وأما المؤمن : فلا بد بعد قضاء حاجته من عبادة الله وإخلاصه له كما أمره إما قياما بالواجب فقط فيكون من الأبرار أو بالواجب والمستحب فيكون من المقربين
nindex.php?page=treesubj&link=29532ومن ترك بعض ما أمر به بعد قضاء حاجته فهو من أهل الذنوب وقد يكون ذلك من الشرك الأصغر الذي يبتلى به غالب الخلق : إما شركا في الربوبية وإما شركا في الألوهية كما هو مبسوط في موضعه .
وقد يبتلى في أماكن الجهل وزمانه كثير من الناس بما هو من الشرك الأكبر وهم لا يعلمون . فالسائل مقصوده سؤاله وإن حصل له ما هو محبوب الرب من إنابته إليه ومحبته وتوبته فهذا بالعرض وقد يدوم . والأغلب أنه لا يدوم إلا أن يكون ذلك المحبوب للرب هو سؤاله مثل أن يسأل الله التوبة والإعانة على ذكره وشكره وحسن عبادته . فهنا مطلوبه محبوب للرب ; ولهذا ذم الله من لم يطلب إلا الدنيا في قوله : {
nindex.php?page=tafseer&surano=209&ayano=2فمن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا وما له في الآخرة من خلاق } .
وأما المثني : فنفس ثنائه محبوب للرب وحصول مقصود السائل يحصل ضمنا وتبعا فهذا أرفع . لكن هذا إنما يتم لمن يخلص إيمانه
[ ص: 388 ] فصار يحب الله ويحب حمده وثناءه وذكره . وذلك أحب إلى قلبه من مطالب السائلين رزقا ونصرا .
وأما من كان اهتمامه بهذا أكثر فهذا يكون انتفاعه بالدعاء أكثر وإن كان جنس الثناء أفضل كما أن قراءة القرآن أفضل من الذكر والدعاء . وقد يكون بعض الناس لنقص حاله انتفاعه بالذكر والدعاء أكمل فهو خير له بحسب حاله لا أفضل في نفس الأمر .
والمقصود هنا : بيان ما شرعه الله لعباده مطلقا عاما . ولهذا ما كان من أذكار الصلاة من جنس الدعاء لم يجب عند عامة العلماء .
وأما الثناء كدعاء الاستفتاح وغيره فاختلفوا في وجوبه فذهب طائفة من
أصحاب أحمد إلى وجوب الذكر الذي هو ثناء كالاستفتاح وهو اختيار
ابن بطة وغيره وذكر هذا رواية عن
أحمد . كما وجب في المشهور عنه التسبيح في الركوع والسجود والتسميع والتحميد وتكبيرة الانتقال فهذان نوعان ظهر فضل أحدهما على الآخر .
وأما النوع المتوسط بينهما : فهو إخبار الإنسان بعبادة الله تعالى كقوله : {
nindex.php?page=tafseer&surano=874&ayano=6وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض } وقوله : {
nindex.php?page=tafseer&surano=957&ayano=6إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين } وقوله : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=598987لك سجدت ولك عبدت وبك آمنت وبك أسلمت } ونحو ذلك . فهذا
[ ص: 389 ] أفضل من الدعاء ودون الثناء فإنه إنشاء وإخبار بما يحبه الله ويأمر به العبد فمقصوده محبوب الحق فهو أفضل مما مقصوده مطلوب العبد لكن جنس الثناء أفضل منه كما روى
مسلم في صحيحه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=598988أفضل الكلام بعد القرآن أربع وهن من القرآن : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر } فجعل هذا الكلام الذي هو ذكر الله أفضل من جميع الكلام بعد القرآن . وكذلك {
nindex.php?page=hadith&LINKID=598989قال للرجل الذي قال : لا أستطيع أن آخذ شيئا من القرآن فعلمني ما يجزيني فعله : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر } فجعل ذلك بدلا عن القرآن .
[ ص: 376 ] وَقَالَ الشَّيْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ فَصْلٌ "
nindex.php?page=treesubj&link=1562أَنْوَاعُ الِاسْتِفْتَاحِ لِلصَّلَاةِ ثَلَاثَةٌ " وَهِيَ أَنْوَاعُ الْأَذْكَارِ مُطْلَقًا بَعْدَ الْقُرْآنِ . أَعْلَاهَا مَا كَانَ ثَنَاءً عَلَى اللَّهِ وَيَلِيهِ مَا كَانَ خَبَرًا مِنْ الْعَبْدِ عَنْ عِبَادَةِ اللَّهِ وَالثَّالِثُ مَا كَانَ دُعَاءً لِلْعَبْدِ .
فَإِنَّ الْكَلَامَ إمَّا إخْبَارٌ وَإِمَّا إنْشَاءٌ وَأَفْضَلُ الْإِخْبَارِ مَا كَانَ خَبَرًا عَنْ اللَّهِ وَالْإِخْبَارُ عَنْ اللَّهِ أَفْضَلُ مِنْ الْخَبَرِ عَنْ غَيْرِهِ وَمِنْ الْإِنْشَاءَاتِ وَلِهَذَا كَانَتْ {
nindex.php?page=tafseer&surano=6334&ayano=112قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ } تَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ ; لِأَنَّهَا تَتَضَمَّنُ الْخَبَرَ عَنْ اللَّهِ وَكَانَتْ آيَةُ الْكُرْسِيِّ أَفْضَلَ آيَةٍ فِي الْقُرْآنِ ; لِأَنَّهَا خَبَرٌ عَنْ اللَّهِ فَمَا كَانَ مِنْ الذِّكْرِ مِنْ جِنْسِ هَذِهِ السُّورَةِ وَهَذِهِ الْآيَةِ فَهُوَ أَفْضَلُ الْأَنْوَاعِ . وَالسُّؤَالُ لِلرَّبِّ هُوَ بَعْدَ الذِّكْرِ الْمَحْضِ كَمَا فِي حَدِيثِ
مَالِكِ بْنِ الحويرث : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=36618مَنْ شَغَلَهُ ذِكْرِي عَنْ مَسْأَلَتَيْ أَعْطَيْته أَفْضَلَ مَا أُعْطِي السَّائِلِينَ } .
وَلِهَذَا كَانَتْ الْفَاتِحَةُ نِصْفَيْنِ : نِصْفًا ثَنَاءً وَنِصْفًا دُعَاءً . وَنَصِفُ
[ ص: 377 ] الثَّنَاءِ هُوَ الْمُقَدَّمُ وَهُوَ الَّذِي لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَكَذَلِكَ فِي حَدِيثِ الشَّفَاعَةِ الصَّحِيحِ قَالَ : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=598976فَإِذَا رَأَيْت رَبِّي خَرَرْت لَهُ سَاجِدًا فَأَحْمَدُ رَبِّي بِمَحَامِدَ يَفْتَحُهَا عَلَيَّ لَا أُحْسِنُهَا الْآنَ فَيَقُولُ : أَيْ مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَك وَقُلْ تُسْمَعْ وَسَلْ تُعْطَهُ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ } فَبَدَأَ بالحمد لِلَّهِ حَتَّى أُذِنَ لَهُ فِي السُّؤَالِ فَسَأَلَ .
وَفِي صَحِيحِ
الْبُخَارِيِّ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=36064مَنْ تَعَارَّ مِنْ اللَّيْلِ فَقَالَ : لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَاَللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي . فَإِنْ دَعَا اُسْتُجِيبَ دُعَاؤُهُ وَإِنْ تَوَضَّأَ وَصَلَّى قُبِلَتْ صَلَاتُهُ } وَقَالَ : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=10907أَفْضَلُ مَا قُلْت أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي : لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } وَلِهَذَا كَانَ التَّشَهُّدُ ثَنَاءً عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ . وَقَالَ فِي آخِرِهِ ثُمَّ لَيُتَخَيَّر مِنْ الْمَسْأَلَةِ مَا شَاءَ .
وَالْأَدْعِيَةُ الشَّرْعِيَّةُ هِيَ بَعْدَ التَّشَهُّدِ ; لَمْ يَشْرَعْ الدُّعَاءُ فِي الْقُعُودِ قَبْلَ التَّشَهُّدِ ; بَلْ قَدَّمَ الثَّنَاءَ عَلَى الدُّعَاءِ وَفِي حَدِيثِ الَّذِي دَعَا قَبْلَ الثَّنَاءِ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " عَجِلَ هَذَا " . فَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=12251الْإِمَامُ أَحْمَد والترمذي وَأَبُو داود عَنْ
فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ {
nindex.php?page=hadith&LINKID=64864سَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا يَدْعُو فِي صَلَاتِهِ لَمْ يَحْمَدْ اللَّهَ وَلَمْ يُصَلِّ عَلَى [ ص: 378 ] النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَجِلَ هَذَا ثُمَّ دَعَاهُ فَقَالَ لَهُ - أَوْ لِغَيْرِهِ - إذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلْيَبْدَأْ بِتَحْمِيدِ رَبِّهِ وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ ثُمَّ يُصَلِّي عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ يَدْعُو بَعْدَ ذَلِكَ بِمَا شَاءَ } .
nindex.php?page=treesubj&link=1570وَالذِّكْرُ الْمَشْرُوعُ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ وَالِاعْتِدَالِ وَأَمَّا الدُّعَاءُ فِي الْفَرْضِ فَفِي كَرَاهِيَتِهِ نِزَاعٌ وَإِنْ كَانَ الصَّحِيحُ أَنَّهُ لَا يُكْرَهُ وَلَكِنَّ الذِّكْرَ أَفْضَلُ ; فَإِنَّ الذِّكْرَ مَأْمُورٌ بِهِ فِيهِمَا بِقَوْلِهِ تَعَالَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=5109&ayano=56فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ } و {
nindex.php?page=tafseer&surano=6036&ayano=87سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى } قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {
nindex.php?page=hadith&LINKID=13174اجْعَلُوهَا فِي رُكُوعِكُمْ } وَالثَّانِيَةُ {
nindex.php?page=hadith&LINKID=598977اجْعَلُوهَا فِي سُجُودِكُمْ } .
فَأَمَّا قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {
nindex.php?page=hadith&LINKID=1846أَمَّا الرُّكُوعُ فَعَظِّمُوا فِيهِ الرَّبَّ وَأَمَّا السُّجُودُ فَاجْتَهِدُوا فِي الدُّعَاءِ فَقَمِنٌ أَنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ } فَفِيهِ الْأَمْرُ فِي الرُّكُوعِ بِالتَّعْظِيمِ وَأَمْرُهُ بِالدُّعَاءِ فِي السُّجُودِ بَيَانٌ مِنْهُ أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=1570الدُّعَاءَ فِي السُّجُودِ أَحَقُّ بِالْإِجَابَةِ مِنْ الرُّكُوعِ ; وَلِهَذَا قَالَ : فَقَمِنٌ أَنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ كَمَا قَالَ : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=598978أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ } فَهُوَ أَمْرٌ بِأَنْ يَكُونَ الدُّعَاءُ فِي السُّجُودِ .
أَمْرٌ بِالصِّفَةِ لَا بِالْمَوْصُوفِ أَوْ أَمْرٌ بِالصِّفَةِ وَالْمَوْصُوفِ وَإِنْ كَانَ التَّسْبِيحُ أَفْضَلَ فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ شَرْطِ الْمَأْمُورِ أَنْ لَا يَكُونَ غَيْرُهُ أَفْضَلَ
[ ص: 379 ] مِنْهُ ; لِأَنَّ الدُّعَاءَ هُوَ بِحَسَبِ مَطْلُوبِ الْعَبْدِ لَمْ يَذْكُرْ دُعَاءً مُعَيَّنًا أَمَرَ بِهِ كَمَا أَمَرَ بِالْفَاتِحَةِ بِقَوْلِهِ : {
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=1اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ } وَالدُّعَاءُ الْوَاجِبُ لَا يَكُونُ إلَّا مُعَيَّنًا وَإِنْ كَانَ جِنْسُ الدُّعَاءِ وَاجِبًا فَمَعْلُومٌ أَنَّ الدُّعَاءَ جَائِزٌ فِي نَفْسِ الصَّلَاةِ وَخَارِجَ الصَّلَاةِ وَأَكْثَرُ الْأَدْعِيَةِ الْمَنْقُولَةِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَتْ فِي آخِرِ الصَّلَاةِ كَمَا فِي الْحَدِيثِ الْمَرْوِيِّ عَنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ ذَكَرَ : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=598979أَنَّ nindex.php?page=treesubj&link=19741أجوب الدُّعَاءِ جَوْفُ اللَّيْلِ الْآخِرِ و دُبُرُ الصَّلَاةِ } .
فَعُلِمَ أَنَّ الدُّعَاءَ دُبُرُ الصَّلَاةِ - لَا سِيَّمَا قَبْلَ السَّلَامِ . كَمَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو فِي الْغَالِبِ فَهُوَ - أجوب سَائِرِ أَحْوَالِ الصَّلَاةِ ; لِأَنَّهُ دُعَاءٌ بَعْدَ إكْمَالِ الْعِبَادَةِ .
وَأَمَّا السُّجُودُ فَإِنَّمَا ذَكَرَهُ وَالرُّكُوعُ لِأَنَّهُ قَالَ : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=12872إنِّي نُهِيت أَنْ أَقْرَأَ الْقُرْآنَ رَاكِعًا أَوْ سَاجِدًا : أَمَّا الرُّكُوعُ فَعَظِّمُوا فِيهِ الرَّبَّ وَأَمَّا السُّجُودُ فَاجْتَهِدُوا فِي الدُّعَاءِ فَقَمِنٌ أَنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ } فَلَمَّا نَهَى عَنْ الْقِرَاءَةِ فِي هَذَيْنِ الْحَالَيْنِ ذَكَرَ مَا يَكُونُ بَدَلًا مَشْرُوعًا لِمَنْ أَرَادَ فَخَصَّ الرُّكُوعَ بِالتَّعْظِيمِ ; وَالسُّجُودَ بِالدُّعَاءِ . فَجَمَعَ الْأَقْسَامَ الثَّلَاثَةَ : الْقِرَاءَةَ وَالذِّكْرَ وَالدُّعَاءَ .
وَمِمَّا يُبَيِّنُ فَضْلَ الذِّكْرِ عَلَى الْمَسْأَلَةِ : مَا ثَبَتَ فِي صَحِيحِ
مُسْلِمٍ عَنْ
[ ص: 380 ] النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=598980nindex.php?page=treesubj&link=24582أَفْضَلُ الْكَلَامِ بَعْدَ الْقُرْآنِ أَرْبَعُ : وَهُنَّ مِنْ الْقُرْآنِ - سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَاَللَّهُ أَكْبَرُ } وَلِهَذَا أَمَرَ بِالذِّكْرِ مَنْ عَجَزَ عَنْ الْقِرَاءَةِ فِي الصَّلَاةِ ; لِأَنَّ الِاعْتِدَالَ مَشْرُوعٌ . فِيهِ التَّحْمِيدُ بِالسُّنَّةِ الْمُتَوَاتِرَةِ وَإِجْمَاعِ الْمُسْلِمِينَ وَهُوَ الَّذِي كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَفْعَلُهُ فِي كُلِّ صَلَاةٍ وَكَانَ أَحْيَانًا يَدْعُو بَعْدَ التَّحْمِيدِ بِقَوْلِهِ : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=14979اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ } فَأَخَّرَ السُّؤَالَ عَنْ الْحَمْدِ وَالثَّنَاءِ وَالْمَجْدِ وَأَمَرَ أَيْضًا بِالْحَمْدِ بِقَوْلِهِ : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=598981فَإِذَا قَالَ سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ . فَقُولُوا : رَبَّنَا وَلَك الْحَمْدُ } وَمَا دَاوَمَ عَلَيْهِ وَقَدَّمَهُ وَأَمَرَ بِهِ أَفْضَلُ مِمَّا كَانَ يَفْعَلُهُ أَحْيَانًا وَيُؤَخِّرُهُ وَلَمْ يَأْمُرْ بِهِ .
وَأَيْضًا فَنَوْعُ الثَّنَاءِ أَضَافَهُ الرَّبُّ إلَى نَفْسِهِ وَنَوْعُ السُّؤَالِ أَضَافَهُ إلَى عَبْدِهِ . فَقَالَ : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=10335إذَا قَالَ الْعَبْدُ : { nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=1الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } قَالَ اللَّهُ . حَمِدَنِي عَبْدِي فَإِذَا قَالَ : { nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=1الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } قَالَ : أَثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي وَإِذَا قَالَ : { nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=1مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ } قَالَ اللَّهُ : مَجَّدَنِي عَبْدِي فَإِذَا قَالَ : { nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=1إيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } قَالَ : هَذِهِ الْآيَةُ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ فَإِذَا قَالَ : { nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=1اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ } إلَى آخِرِ السُّورَةِ . قَالَ : هَؤُلَاءِ لِعَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ } .
وَأَيْضًا فَجَمَاهِيرُ الْعُلَمَاءِ عَلَى إيجَابِ الثَّنَاءِ فَيُوجِبُونَ
nindex.php?page=treesubj&link=1554_1552_1570التَّشَهُّدَ الْأَخِيرَ وَكَذَلِكَ التَّشَهُّدُ الْأَوَّلُ يَجِبُ مَعَ الذِّكْرِ عِنْدَ
مَالِكٍ وَأَحْمَد فَإِذَا تَرَكَهُ
[ ص: 381 ] عَمْدًا بَطَلَتْ صَلَاتُهُ
nindex.php?page=treesubj&link=1570وَتَسْبِيحُ الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ كَذَلِكَ أَيْضًا عِنْدَ
أَحْمَد وَغَيْرِهِ وَكَذَلِكَ التَّكْبِيرُ تَكْبِيرُ الِانْتِقَالِ . فَمَذْهَبُ
مَالِكٍ مَنْ تَرَكَ مِنْ ذَلِكَ ثَلَاثًا عَمْدًا أَعَادَ الصَّلَاةَ وَمَذْهَبُ
أَحْمَد مَشْهُورٌ عَنْهُ مُطْلَقًا وَمَا يَذْكُرُهُ أَصْحَابُ
أَحْمَد فِي مَسَائِلِ الْخِلَافِ : أَنَّ إيجَابَ هَذِهِ الْأَذْكَارِ مِنْ مُفْرَدَاتِ
أَحْمَد عَنْ الثَّلَاثَةِ ; فَذَلِكَ لِأَنَّ أَصْحَابَ
مَالِكٍ يُسَمُّونَ هَذِهِ سُنَنًا وَالسُّنَّةُ عِنْدَهُمْ قَدْ تَكُونُ وَاجِبَةً إذَا تَرَكَهَا أَعَادَ وَهَذِهِ مِنْ ذَلِكَ فَيَظُنُّ مَنْ يَظُنُّ أَنَّ السُّنَّةَ عِنْدَهُمْ لَا تَكُونُ إلَّا لِمَا يَجُوزُ تَرْكُهُ ; وَلَيْسَ كَذَلِكَ .
وَأَمَّا الدُّعَاءُ فَلَمْ يَجِبْ مِنْهُ دُعَاءٌ مُفْرَدٌ أَصْلًا بَلْ مَا وَجَبَ مِنْ الْفَاتِحَةِ وَجَبَ بَعْدَ الثَّنَاءِ وَكَذَلِكَ مَنْ أَوْجَبَ أَنْ يَدْعُوَ بَعْدَ التَّشَهُّدِ بِالدُّعَاءِ الْمَأْمُورِ بِهِ هُنَاكَ وَهُوَ الِاسْتِعَاذَةُ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ وَالْقَبْرِ وَفِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ وَالدَّجَّالِ فَإِنَّمَا أَوْجَبَهُ بَعْدَ التَّشَهُّدِ الَّذِي هُوَ ثَنَاءٌ وَهُوَ قَوْلُ
طَاوُوسٍ وَوَجْهٌ فِي مَذْهَبِ
أَحْمَد .
وَأَيْضًا فَالدُّعَاءُ لَمْ يُشْرَعْ مُجَرَّدًا لَمْ يُشْرَعْ إلَّا مَعَ الثَّنَاءِ . وَأَمَّا الثَّنَاءُ فَقَدْ شُرِعَ مُجَرَّدًا بِلَا كَرَاهَةٍ . فَلَوْ اقْتَصَرَ فِي الِاعْتِدَالِ عَلَى الثَّنَاءِ وَفِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ عَلَى التَّسْبِيحِ كَانَ مَشْرُوعًا بِلَا كَرَاهَةٍ وَلَوْ اقْتَصَرَ فِي ذَلِكَ عَلَى الدُّعَاءِ لَمْ يَكُنْ مَشْرُوعًا وَفِي بُطْلَانِ الصَّلَاةِ نِزَاعٌ .
و " أَيْضًا " فَالثَّنَاءُ يَتَضَمَّنُ مَقْصُودَ الدُّعَاءِ كَمَا فِي الْحَدِيثِ {
nindex.php?page=hadith&LINKID=70263أَفْضَلُ [ ص: 382 ] الذِّكْرِ . لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَأَفْضَلُ الدُّعَاءِ الْحَمْدُ لِلَّهِ } فَإِنَّ ثَنَاءَ الدَّاعِي عَلَى الْمَدْعُوِّ بِمَا يَتَضَمَّنُ حُصُولَ مَطْلُوبِهِ قَدْ يَكُونُ أَبْلَغَ مِنْ ذِكْرِ الْمَطْلُوبِ كَمَا قِيلَ :
إذَا أَثْنَى عَلَيْك الْمَرْءُ يَوْمًا كَفَاهُ مِنْ تَعَرُّضِهِ الثَّنَاءُ
وَلِهَذَا يَقُولُ فِي الدُّعَاءِ الْمَأْثُورِ : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=598982أَسْأَلُك بِأَنْ لَك الْحَمْدُ أَنْتَ اللَّهُ الْمَنَّانُ بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ } . فَسَأَلَهُ بِأَنْ لَهُ الْحَمْدُ فَعُلِمَ بِأَنَّ الِاعْتِرَافَ بِكَوْنِهِ مُسْتَحِقًّا لِلْحَمْدِ : هُوَ سَبَبٌ فِي حُصُولِ الْمَطْلُوبِ .
وَهَذَا كَقَوْلِ
أَيُّوبَ عَلَيْهِ السَّلَامُ {
nindex.php?page=tafseer&surano=2587&ayano=21مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ } فَقَوْلُهُ : هَذَا أَحْسَنُ مِنْ قَوْلِهِ : ارْحَمْنِي . وَفِي دُعَاءِ لَيْلَةِ الْقَدْرِ الَّذِي رَوَتْهُ
عَائِشَةُ : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=598983اللَّهُمَّ إنَّك عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي } .
وَفِي الصَّحِيحَيْنِ {
nindex.php?page=hadith&LINKID=598984عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ عِنْدَ الْكَرْبِ : لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ الْحَلِيمُ الْعَظِيمُ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْأَرْضِ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ } .
وَمِمَّا يُبَيِّنُ
nindex.php?page=treesubj&link=19896_19612فَضْلَ الثَّنَاءِ عَلَى الدُّعَاءِ أَنَّ الثَّنَاءَ الْمَشْرُوعَ يَسْتَلْزِمُ الْإِيمَانَ بِاَللَّهِ وَأَمَّا الدُّعَاءُ فَقَدْ لَا يَسْتَلْزِمُهُ إذْ الْكُفَّارُ يَسْأَلُونَ اللَّهَ
[ ص: 383 ] فَيُعْطِيهِمْ كَمَا أَخْبَرَ اللَّهُ بِذَلِكَ فِي الْقُرْآنِ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ فَإِنَّ سُؤَالَ الرِّزْقِ وَالْعَافِيَةِ وَنَحْوِ ذَلِكَ مِنْ الْأَدْعِيَةِ الْمَشْرُوعَةِ : هُوَ مِمَّا يَدْعُو بِهِ الْمُؤْمِنُ وَالْكَافِرُ ; بِخِلَافِ الثَّنَاءِ كَقَوْلِهِ : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=598985سُبْحَانَك اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِك وَتَبَارَكَ اسْمُك وَتَعَالَى جَدُّك وَلَا إلَهَ غَيْرُك } و {
nindex.php?page=hadith&LINKID=13936التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ السَّلَامُ عَلَيْك أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ } فَإِنَّ هَذَا لَا يُثْنَى بِهِ إلَّا الْمُؤْمِنُ وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=598986اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَلَك الْحَمْدُ مِلْءَ السَّمَوَاتِ وَمِلْءَ الْأَرْضِ وَمِلْءَ مَا بَيْنَهُمَا وَمِلْءَ مَا شِئْت مِنْ شَيْءٍ بَعْدَهُ } لَكِنْ قَدْ يَكُونُ بَعْضُ الثَّنَاءِ يُقِرُّ بِهِ الْكُفَّارُ كَإِقْرَارِهِمْ بِأَنَّ اللَّهَ خَالِقُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَنَّهُ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إذَا دَعَاهُ وَنَحْوِ ذَلِكَ .
لَكِنْ الْمُشْرِكُونَ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ ثَنَاءٌ مَشْرُوعٌ يُثْنُونَ بِهِ عَلَى اللَّهِ حَتَّى فِي تَلْبِيَتِهِمْ كَانُوا يَقُولُونَ : لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَك : إلَّا شَرِيكًا هُوَ لَك تَمْلِكُهُ وَمَا مَلَكَ . وَكَذَلِكَ
النَّصَارَى ثَنَاؤُهُمْ فِيهِ الشِّرْكُ وَأَمَّا
الْيَهُودُ فَلَيْسَ فِي عِبَادَتِهِمْ ثَنَاءٌ اللَّهُمَّ إلَّا مَا يَكُونُ مَأْثُورًا عَنْ الْأَنْبِيَاءِ وَذَلِكَ مِنْ ثَنَاءِ أَهْلِ الْإِيمَانِ وَكَذَلِكَ
النَّصَارَى إنْ كَانَ عِنْدَهُمْ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ وَأَمَّا مَا شَرَعَهُ مِنْ ثَنَائِهِ فَهُوَ يَتَضَمَّنُ الْإِيمَانَ وَالْأَدِلَّةُ الدَّالَّةُ عَلَى فَضْلِ جِنْسِ الثَّنَاءِ عَلَى جِنْسِ الدُّعَاءِ كَثِيرَةٌ . مِثْلَ أَمْرِهِ أَنْ يُقَالَ عِنْدَ سَمَاعِ الْمُؤَذِّنِ مِثْلَ مَا يَقُولُ ثُمَّ يُصَلِّي عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ يَسْأَلُ لَهُ الْوَسِيلَةَ ثُمَّ يَسْأَلُ الْعَبْدُ بَعْدَ ذَلِكَ . فَقَدَّمَ الثَّنَاءَ عَلَى
[ ص: 384 ] الدُّعَاءِ وَهَكَذَا بَعْدَ التَّشَهُّدِ فَإِنَّهُ قَدَّمَ فِيهِ الثَّنَاءَ عَلَى اللَّهِ ثُمَّ الدُّعَاءَ لِرَسُولِهِ ثُمَّ لِلْإِنْسَانِ . وَكَذَلِكَ هُنَا مَعَ أَنِّي لَا أَعْلَمُ فِي هَذَا نِزَاعًا بَيْنَ الْعُلَمَاءِ وَلَكِنَّ الْمَفْضُولَ قَدْ يَكُونُ أَحْيَانًا أَفْضَلَ . فَإِنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=24589الصَّلَاةَ أَفْضَلُ مِنْ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ وَالْقُرْآنَ أَفْضَلُ مِنْ الذِّكْرِ وَالذَّكَرَ أَفْضَلُ مِنْ الدُّعَاءِ وَالْمَفْضُولُ قَدْ يَعْرِضُ لَهُ حَالٌ يَكُونُ فِيهِ أَفْضَلَ ; لِأَسْبَابِ مُتَعَدِّدَةٍ إمَّا مُطْلَقًا كَفَضِيلَةِ الْقِرَاءَةِ وَقْتَ النَّهْيِ عَلَى الصَّلَاةِ وَإِمَّا لِحَالِ مَخْصُوصٍ وَهَذَا مَبْسُوطٌ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ .
وَالْمَقْصُودُ هُنَا : أَنَّ جِنْسَ الثَّنَاءِ أَفْضَلُ مِنْ السُّؤَالِ . كَمَا قَالَ تَعَالَى : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=36618مَنْ شَغَلَهُ ذِكْرِي عَنْ مَسْأَلَتِي أَعْطَيْته أَفْضَلَ مَا أُعْطِي السَّائِلِينَ } وَقِرَاءَةُ الْقُرْآنِ أَفْضَلُ مِنْهُمَا ; كَمَا فِي حَدِيثِ
التِّرْمِذِيِّ عَنْ
أَبِي سَعِيدٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=36618يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : مَنْ شَغَلَهُ قِرَاءَةُ الْقُرْآنِ عَنْ ذِكْرِي وَمَسْأَلَتِي أَعْطَيْته أَفْضَلَ مَا أُعْطِي السَّائِلِينَ } قَالَ
التِّرْمِذِيُّ حَسَنٌ غَرِيبٌ .
وَهَذَا بَيِّنٌ فِي الِاعْتِبَارِ لِأَنَّ السَّائِلَ غَايَةُ مَقْصُودِهِ حُصُولُ مَطْلُوبِهِ وَمُرَادِهِ . فَهُوَ مُرِيدٌ مِنْ اللَّهِ وَإِنْ كَانَ مَطْلُوبُهُ مَحْبُوبًا لِلَّهِ مِثْلَ أَنْ يَطْلُبَ مِنْهُ إعَانَتَهُ عَلَى ذِكْرِهِ وَشُكْرِهِ وَحُسْنِ عِبَادَتِهِ فَهُوَ يُرِيدُ مِنْهُ هَذَا الْأَمْرَ الْمَحْبُوبَ لِلَّهِ .
[ ص: 385 ] وَأَمَّا الْمُثْنِي فَهُوَ ذَاكِرٌ لِنَفْسِ مَحْبُوبِ الْحَقِّ مِنْ أَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ فَالْمَطْلُوبُ بِهَذَا مَعْرِفَةُ اللَّهِ وَمَحَبَّتُهُ وَعِبَادَتُهُ . وَهَذَا مَطْلُوبٌ لِنَفْسِهِ لَا لِغَيْرِهِ وَهُوَ الْغَايَةُ الَّتِي خُلِقَ لَهَا الْخَلْقُ . كَمَا قَالَ تَعَالَى {
nindex.php?page=tafseer&surano=4782&ayano=51وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إلَّا لِيَعْبُدُونِ } وَالسُّؤَالُ وَسِيلَةٌ إلَى هَذَا ; وَلِهَذَا قَالَ فِي الْفَاتِحَةِ : {
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=1إيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } فَقَدَّمَ قَوْلَهُ : {
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=1إيَّاكَ نَعْبُدُ } لِأَنَّهُ الْمَقْصُودُ لِنَفْسِهِ عَلَى قَوْلِهِ : {
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=1وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } لِأَنَّهُ وَسِيلَةٌ إلَى ذَلِكَ . وَالْمَقَاصِدُ مُقَدَّمَةٌ فِي الْقَصْدِ وَالْقَوْلُ عَلَى الْوَسَائِلِ ثُمَّ مَقْصُودُ السَّائِلِ مِنْ الدُّعَاءِ يَحْصُلُ لِهَذَا الْعَابِدِ الْمُثْنِي مَعَ اشْتِغَالِهِ بِأَشْرَفِ الْقِسْمَيْنِ .
وَأَمَّا الدَّاعِي فَإِذَا كَانَ مُهْتَمًّا بِمَا هُوَ مُحْتَاجٌ إلَيْهِ مِنْ جَلْبِ مَنْفَعَةٍ وَدَفْعِ مَضَرَّةٍ كَحَاجَتِهِ إلَى الرِّزْقِ وَالنَّصْرِ الضَّرُورِيِّ كَانَ اشْتِغَالُهُ بِهَذَا نَفْسِهِ صَارِفًا لَهُ عَنْ غَيْرِهِ فَإِذَا دَعَا اللَّهَ سُبْحَانَهُ فَقَدْ يَحْصُلُ لَهُ بِالدُّعَاءِ مِنْ مَعْرِفَةِ اللَّهِ وَمَحَبَّتِهِ وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ وَالْعُبُودِيَّةِ لَهُ وَالِافْتِقَارِ إلَيْهِ مَا هُوَ أَفْضَلُ وَأَنْفَعُ مِنْ مَطْلُوبِهِ ذَلِكَ . كَمَا قَالَ بَعْضُ السَّلَفِ : يَا ابْنَ
آدَمَ لَقَدْ بُورِكَ لَك فِي حَاجَةٍ أَكْثَرْت فِيهَا قَرْعَ بَابِ سَيِّدِك . وَقَالَ بَعْضُهُمْ : إنَّهُ لَيَكُونُ لِي إلَى اللَّهِ حَاجَةٌ فَأَدْعُوهُ فَيَفْتَحُ لِي مِنْ بَابِ مَعْرِفَتِهِ مَا أُحِبُّ مَعَهُ أَنْ لَا يُعَجِّلَ لِي قَضَاءَهَا ; لِئَلَّا يَنْصَرِفَ قَلْبِي عَنْ الدُّعَاءِ .
وَالسَّائِلُ إذَا حَصَلَ سُؤَالُهُ بَرَدَ فَإِنَّهُ لَمْ يَكُنْ مُرَادُهُ إلَّا سُؤَالَهُ وَإِذَا حَصَلَ أَعْرَضَ عَنْ اللَّهِ فَهَذَا حَالُ الْكُفَّارِ الَّذِينَ ذَمَّهُمْ اللَّهُ فِي الْقُرْآنِ كَقَوْلِهِ : {
nindex.php?page=tafseer&surano=1386&ayano=10وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إلَى ضُرٍّ مَسَّهُ } وَقَالَ تَعَالَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=858&ayano=6قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنْجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ } {
nindex.php?page=tafseer&surano=859&ayano=6قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ } وَقَالَ تَعَالَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=4105&ayano=39وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إلَيْهِ ثُمَّ إذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إلَيْهِ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا إنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ } .
فَقَوْلُهُ سُبْحَانَهُ : {
nindex.php?page=tafseer&surano=4105&ayano=39نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إلَيْهِ مِنْ قَبْلُ } أَيْ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو اللَّهَ إلَيْهِ وَهُوَ الْحَاجَةُ الَّتِي طَلَبَهَا فَإِنَّ دُعَاءَهُ كَانَ إلَيْهَا أَيْ تَوَجُّهُهُ إلَيْهَا وَقَصْدُهُ فَهِيَ الْغَايَةُ الَّتِي كَانَ يَقْصِدُهَا . وَإِذَا كَانَتْ مَا مَصْدَرِيَّةً كَانَ تَقْدِيرُهُ نَسِيَ كَوْنَهُ يَدْعُو اللَّهَ إلَى حَاجَتِهِ . كَمَا قَالَ تَعَالَى فِي الْآيَةِ الْأُخْرَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=1386&ayano=10فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إلَى ضُرٍّ مَسَّهُ } لَكِنْ عَلَى هَذَا يَبْقَى الضَّمِيرُ فِي إلَيْهِ عَائِدًا عَلَى غَيْرِ مَذْكُورٍ بِخِلَافِ مَا إذَا جُعِلَتْ بِمَعْنَى الَّذِي فَإِنَّ التَّقْدِيرَ نَسِيَ حَاجَتَهُ الَّذِي دَعَانِي إلَيْهَا مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ دُعَاءَهُ اللَّهَ الَّذِي كَانَ سَبَبَ الْحَاجَةِ وَإِلَى حَرْفِ الْغَايَةِ . كَمَا قَالَ تَعَالَى فِي الْآيَةِ الْأُخْرَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=835&ayano=6قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ } {
nindex.php?page=tafseer&surano=836&ayano=6بَلْ إيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إلَيْهِ إنْ شَاءَ وَتَنْسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ } فَقَدْ
[ ص: 387 ] أَخْبَرَ تَعَالَى : أَنَّهُ يَكْشِفُ مَا يَدْعُونَ إلَيْهِ ; وَهِيَ الشِّدَّةُ الَّتِي دَعَوْا إلَيْهَا .
وَأَمَّا الْمُؤْمِنُ : فَلَا بُدَّ بَعْدَ قَضَاءِ حَاجَتِهِ مِنْ عِبَادَةِ اللَّهِ وَإِخْلَاصِهِ لَهُ كَمَا أَمَرَهُ إمَّا قِيَامًا بِالْوَاجِبِ فَقَطْ فَيَكُونُ مِنْ الْأَبْرَارِ أَوْ بِالْوَاجِبِ وَالْمُسْتَحَبِّ فَيَكُونُ مِنْ الْمُقَرَّبِينَ
nindex.php?page=treesubj&link=29532وَمَنْ تَرَكَ بَعْضَ مَا أُمِرَ بِهِ بَعْدَ قَضَاءِ حَاجَتِهِ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الذُّنُوبِ وَقَدْ يَكُونُ ذَلِكَ مِنْ الشِّرْكِ الْأَصْغَرِ الَّذِي يُبْتَلَى بِهِ غَالِبُ الْخَلْقِ : إمَّا شِرْكًا فِي الرُّبُوبِيَّةِ وَإِمَّا شِرْكًا فِي الْأُلُوهِيَّةِ كَمَا هُوَ مَبْسُوطٌ فِي مَوْضِعِهِ .
وَقَدْ يُبْتَلَى فِي أَمَاكِنِ الْجَهْلِ وَزَمَانِهِ كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ بِمَا هُوَ مِنْ الشِّرْكِ الْأَكْبَرِ وَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ . فَالسَّائِلُ مَقْصُودُهُ سُؤَالُهُ وَإِنْ حَصَلَ لَهُ مَا هُوَ مَحْبُوبُ الرَّبِّ مِنْ إنَابَتِهِ إلَيْهِ وَمَحَبَّتِهِ وَتَوْبَتِهِ فَهَذَا بِالْعَرَضِ وَقَدْ يَدُومُ . وَالْأَغْلَبُ أَنَّهُ لَا يَدُومُ إلَّا أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ الْمَحْبُوبُ لِلرَّبِّ هُوَ سُؤَالَهُ مِثْلَ أَنْ يَسْأَلَ اللَّهَ التَّوْبَةَ وَالْإِعَانَةَ عَلَى ذِكْرِهِ وَشُكْرِهِ وَحُسْنِ عِبَادَتِهِ . فَهُنَا مَطْلُوبُهُ مَحْبُوبٌ لِلرَّبِّ ; وَلِهَذَا ذَمَّ اللَّهُ مَنْ لَمْ يَطْلُبْ إلَّا الدُّنْيَا فِي قَوْلِهِ : {
nindex.php?page=tafseer&surano=209&ayano=2فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ } .
وَأَمَّا الْمُثْنِي : فَنَفْسُ ثَنَائِهِ مَحْبُوبٌ لِلرَّبِّ وَحُصُولُ مَقْصُودِ السَّائِلِ يَحْصُلُ ضِمْنًا وَتَبَعًا فَهَذَا أَرْفَعُ . لَكِنَّ هَذَا إنَّمَا يَتِمُّ لِمَنْ يُخْلِصُ إيمَانَهُ
[ ص: 388 ] فَصَارَ يُحِبُّ اللَّهَ وَيُحِبُّ حَمْدَهُ وَثَنَاءَهُ وَذِكْرَهُ . وَذَلِكَ أَحَبُّ إلَى قَلْبِهِ مِنْ مَطَالِبِ السَّائِلِينَ رِزْقًا وَنَصْرًا .
وَأَمَّا مَنْ كَانَ اهْتِمَامُهُ بِهَذَا أَكْثَرَ فَهَذَا يَكُونُ انْتِفَاعُهُ بِالدُّعَاءِ أَكْثَرَ وَإِنْ كَانَ جِنْسُ الثَّنَاءِ أَفْضَلَ كَمَا أَنَّ قِرَاءَةَ الْقُرْآنِ أَفْضَلُ مِنْ الذِّكْرِ وَالدُّعَاءِ . وَقَدْ يَكُونُ بَعْضُ النَّاسِ لِنَقْصِ حَالِهِ انْتِفَاعُهُ بِالذِّكْرِ وَالدُّعَاءِ أَكْمَلُ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ بِحَسَبِ حَالِهِ لَا أَفْضَلُ فِي نَفْسِ الْأَمْرِ .
وَالْمَقْصُودُ هُنَا : بَيَانُ مَا شَرَعَهُ اللَّهُ لِعِبَادِهِ مُطْلَقًا عَامًّا . وَلِهَذَا مَا كَانَ مِنْ أَذْكَارِ الصَّلَاةِ مِنْ جِنْسِ الدُّعَاءِ لَمْ يَجِبْ عِنْدَ عَامَّةِ الْعُلَمَاءِ .
وَأَمَّا الثَّنَاءُ كَدُعَاءِ الِاسْتِفْتَاحِ وَغَيْرِهِ فَاخْتَلَفُوا فِي وُجُوبِهِ فَذَهَبَ طَائِفَةٌ مِنْ
أَصْحَابِ أَحْمَد إلَى وُجُوبِ الذِّكْرِ الَّذِي هُوَ ثَنَاءٌ كَالِاسْتِفْتَاحِ وَهُوَ اخْتِيَارُ
ابْنِ بَطَّةَ وَغَيْرِهِ وَذُكِرَ هَذَا رِوَايَةً عَنْ
أَحْمَد . كَمَا وَجَبَ فِي الْمَشْهُورِ عَنْهُ التَّسْبِيحُ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ وَالتَّسْمِيعُ وَالتَّحْمِيدُ وَتَكْبِيرَةُ الِانْتِقَالِ فَهَذَانِ نَوْعَانِ ظَهَرَ فَضْلُ أَحَدِهِمَا عَلَى الْآخَرِ .
وَأَمَّا النَّوْعُ الْمُتَوَسِّطُ بَيْنَهُمَا : فَهُوَ إخْبَارُ الْإِنْسَانِ بِعِبَادَةِ اللَّهِ تَعَالَى كَقَوْلِهِ : {
nindex.php?page=tafseer&surano=874&ayano=6وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ } وَقَوْلِهِ : {
nindex.php?page=tafseer&surano=957&ayano=6إنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } وَقَوْلِهِ : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=598987لَك سَجَدْت وَلَك عَبَدْت وَبِك آمَنْت وَبِك أَسْلَمْت } وَنَحْوِ ذَلِكَ . فَهَذَا
[ ص: 389 ] أَفْضَلُ مِنْ الدُّعَاءِ وَدُونَ الثَّنَاءِ فَإِنَّهُ إنْشَاءٌ وَإِخْبَارٌ بِمَا يُحِبُّهُ اللَّهُ وَيَأْمُرُ بِهِ الْعَبْدَ فَمَقْصُودُهُ مَحْبُوبُ الْحَقِّ فَهُوَ أَفْضَلُ مِمَّا مَقْصُودُهُ مَطْلُوبُ الْعَبْدِ لَكِنَّ جِنْسَ الثَّنَاءِ أَفْضَلُ مِنْهُ كَمَا رَوَى
مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=598988أَفْضَلُ الْكَلَامِ بَعْدَ الْقُرْآنِ أَرْبَعُ وَهُنَّ مِنْ الْقُرْآنِ : سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَاَللَّهُ أَكْبَرُ } فَجَعَلَ هَذَا الْكَلَامَ الَّذِي هُوَ ذِكْرُ اللَّهِ أَفْضَلَ مِنْ جَمِيعِ الْكَلَامِ بَعْدَ الْقُرْآنِ . وَكَذَلِكَ {
nindex.php?page=hadith&LINKID=598989قَالَ لِلرَّجُلِ الَّذِي قَالَ : لَا أَسْتَطِيعُ أَنْ آخُذَ شَيْئًا مِنْ الْقُرْآنِ فَعَلِّمْنِي مَا يُجْزِينِي فِعْلُهُ : سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَاَللَّهُ أَكْبَرُ } فَجَعَلَ ذَلِكَ بَدَلًا عَنْ الْقُرْآنِ .