[ ص: 5 ] قال شيخ الإسلام رحمه الله بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا .
فصل في " بيت المقدس " ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال { زيارة المسجد الحرام والمسجد الأقصى ومسجدي هذا } وفي الصحيحين من حديث لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد : أبي سعيد وقد روي من طرق أخرى وهو حديث مستفيض [ ص: 6 ] متلقى بالقبول . أجمع أهل العلم على صحته وتلقيه بالقبول والتصديق . وأبي هريرة
واتفق علماء المسلمين على استحباب بيت المقدس للعبادة المشروعة فيه : كالصلاة والدعاء والذكر وقراءة القرآن والاعتكاف وقد روي من حديث رواه السفر إلى الحاكم في صحيحه { سليمان عليه السلام سأل ربه ثلاثا : ملكا لا ينبغي لأحد من بعده وسأله حكما يوافق حكمه وسأله أنه لا يؤم أحد هذا البيت لا يريد إلا الصلاة فيه إلا غفر له } ولهذا كان أن ابن عمر رضي الله عنه يأتي إليه فيصلي فيه ولا يشرب فيه ماء لتصيبه دعوة سليمان لقوله " لا يريد إلا الصلاة فيه " فإن هذا يقتضي إخلاص النية في السفر إليه ولا يأتيه لغرض دنيوي ولا بدعة .