[ ص: 58 ] الوجه الرابع عشر أن وكلما قلت الأفراد كان التمييز أيسر وكلما كثرت كان أصعب . فضبط العقل الكلي تقل أفراده مع ضبط كونه كليا أيسر عليه مما كثرت أفراده وإن كان إدراك الكلي الكثير الأفراد أيسر عليه فذاك إذا أدركه مطلقا ; لأن المطلق يحصل بحصول كل واحد من الأفراد . الحدود لا بد فيها من التمييز
وإذا كان ذلك كذلك فأقل ما في أجزاء المحدود : أن تكون متميزة تمييزا كليا ليعلم كونها صفة للمحدود أو محمولة عليه أم لا . فإذا كان ضبطها كلية أصعب وأتعب من ضبط أفراد المحدود كان ذلك تعريفا للأسهل معرفة بالأصعب مفردة وهذا عكس الواجب .