قوله تعالى: فأقم وجهك للدين حنيفا فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون (30) منيبين إليه واتقوه وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين (31)
[قال ] : باب: البخاري منيبين إليه واتقوه وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين
قال تعالى: فأقم وجهك للدين حنيفا فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون منيبين إليه واتقوه وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين (31) .
[ ص: 74 ] فأمره بإقامة وجهه، وهو فإن الله ركب في قلوب عباده كلهم قبول توحيده والإخلاص له، وإنما يغيرهم عن ذلك تعليم من علمهم الخروج عنه . إخلاص قصده وعزمه وهمه للدين الحنيف، وهو الدين القيم، وهو فطرة الله التي فطر العباد عليها،
ولما كان الخطاب له - صلى الله عليه وسلم - لم تدخل فيه أمته معه قال بعد ذلك: منيبين إليه فجعل ذلك حالا له ولأمته، وهو إنابتهم إليه . ويعني به: رجوعهم إليه، وأمرهم بتقواه، والتقوى تتضمن فعل جميع الطاعات وترك المعاصي والمخالفات .
وخص من ذلك إقام الصلاة، فلم يذكر من أعمال الجوارح باسمه الخاص سواها، والمراد بإقامتها: الإتيان بها قائمة على وجهها التام، وفي ذلك دليل على شرف الصلاة وفضلها، وأنها أهم أعمال الجوارح .
ومن جملة إقامتها المأمور به: المحافظة على مواقيتها، فمن صلى الصلاة لغير مواقيتها التي وقتها الله فلم يقم الصلاة، بل ضيعها وفرط فيها وسها عنها .
قال في قوله تعالى: ابن عباس الذين يقيمون الصلاة قال: يقيمون الصلاة بفرضها .
وقال : قتادة إقامة الصلاة المحافظة على مواقيتها ووضوئها، [ ص: 75 ] وركوعها وسجودها .
وقال : إقامتها: المحافظة على مواقيتها، وإسباغ الطهور فيها، وتمام ركوعها وسجودها، وتلاوة القرآن فيها، والتشهد، والصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -، فهذا إقامتها . مقاتل بن حيان
خرجه كله . ابن أبي حاتم
ولهذا مدح سبحانه الذين هم على صلاتهم يحافظون والذين هم على صلاتهم دائمون، وقد فسره وغيره بالمحافظة على مواقيتها، وفسره بذلك ابن مسعود مسروق وغيرهما . والنخعي
وقيل : إن الله يكثر ذكر الصلاة في القرآن: لابن مسعود الذين هم على صلاتهم دائمون و والذين هم على صلاتهم يحافظون ؟
قال: ذاك على مواقيتها . قيل له: ما كنا نرى ذلك إلا على تركها؟ قال: تركها الكفر .
خرجه ابن أبي حاتم وغيرهما . ومحمد بن نصر المروزي
وكذلك فسر سعد بن أبي وقاص وغيرهما ومسروق السهو عن الصلاة بالسهو عن مواقيتها .
وروي عن سعد مرفوعا، والموقوف أصح .