[ ص: 81 ] قوله تعالى: إن الله عنده علم الساعة وينـزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير (34)
وأما قول جبريل: "أخبرني عن الساعة؟ فقال: ما المسؤول عنها بأعلم من السائل " .
فمعناه: أن الناس كلهم في وقت الساعة سواء، وكلهم غير عالمين به على الحقيقة .
ولهذا قال: "خمس لا يعلمهن إلا الله "، ثم تلا: إن الله عنده علم الساعة
الآية .
وهذه مفاتيح الغيب، الذي لا يعلمها إلا الله .
وقد جاء عن ابن مسعود : "أن نبينا أوتي علم كل شيء سوى هذه الخمس" .
وروي ذلك مرفوعا من حديث ابن عمر .
وكلاهما في "مسند الإمام أحمد " .
وذكر عند عمرو بن العاص العلم بوقت الكسوف قبل ظهوره، فأنكره بعض من حضره، فقال عمرو : إنما الغيب خمس، ثم تلا هذه الآية . قال: وما سوى ذلك يعلمه قوم ويجهله قوم .
خرجه حميد بن زنجويه .
وقد زعم بعضهم كالقرطبي، أن هذه الخمس لا سبيل لمخلوق إلى علم بها [ ص: 82 ] قاطع، وأما الظن بشيء منها بأمارة قد يخطئ ويصيب، فليس ذلك بممتنع . ولا نفيه مراد من هذه النصوص .


