قال الله تعالى: فلولا إذا بلغت الحلقوم (83) وأنتم حينئذ تنظرون (84) ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون (85) فلولا إن كنتم غير مدينين (86) ترجعونها إن كنتم صادقين (87) فأما إن كان من المقربين (88) فروح وريحان وجنت نعيم (89) وأما إن كان من أصحاب اليمين (90) فسلام لك من أصحاب اليمين (91) وأما إن كان من المكذبين الضالين (92) فنـزل من حميم (93) وتصلية جحيم (94) إن هذا لهو حق اليقين
قال : حدثنا آدم بن أبي إياس ، عن حماد بن سلمة ، عن عطاء بن السائب ، قال: عبد الرحمن بن أبي ليلى تلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذه الآيات: فلولا إذا بلغت الحلقوم وأنتم حينئذ تنظرون إلى قوله: فروح وريحان وجنت [ ص: 354 ] نعيم إلى قوله: فنـزل من حميم وتصلية جحيم قال: "إذا كان عند الموت قيل له هذا، فإن كان من أصحاب اليمين أحب لقاء الله وأحب الله لقاءه، وإن كان من أصحاب الشمال كره لقاء الله وكره الله لقاءه " .
وخرج ، من طريق الإمام أحمد همام، عن ، سمعت عطاء بن السائب - وهو يتبع جنازة يقول: حدثني فلان بن فلان . سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: عبد الرحمن بن أبي ليلى فأما إن كان من المقربين فروح وريحان وجنت نعيم فإذا بشر بذلك أحب لقاء الله، والله للقائه أحب . وأما إن كان من المكذبين الضالين فنـزل من حميم وتصلية جحيم وفي قراءة : " ثم تصلية جحيم" . فإذا بشر بذلك كره لقاء الله والله للقائه أكره " . ابن مسعود "من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه " . فأكب القوم يبكون . قال: "ما يبكيكم؟ " قالوا: إنا نكره الموت . قال: "ليس ذاك، ولكنه إذا حضر:
خرج ابن البراء في كتاب "الروضة" من حديث عمرو بن شمر - وهو ضعيف جدا - عن جابر الجعفي ، عن تميم بن حذلم، عن ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: ابن عباس "ما من ميت يموت إلا وهو يعرف غاسله، ويناشد حامله، إن كان بشر بروح وريحان وجنة نعيم أن يعجله، وإن بشر بنزل من حميم وتصلية جحيم أن يحبسه " .
وفي "صحيح "، عن البخاري ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: عبادة بن الصامت ، أو بعض أزواجه: إنا نكره الموت . قال: "ليس ذلك، ولكن المؤمن إذا حضره [ ص: 355 ] الموت بشر برضوان الله وكرامته، فليس شيء أحب إليه مما أمامه، فأحب لقاء الله وأحب الله لقاءه، وإن الكافر إذا حضر، بشر بعذاب الله وعقوبته، فليس شيء أكره إليه مما أمامه، فكره لقاء الله وكره الله لقاءه " . عائشة "من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه "، فقالت
وقد روي هذا المعنى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من وجوه متعددة .
وفي حديث ، عن زاذان ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: البراء بن عازب "إن نفس المؤمن يقال لها: اخرجي أيتها النفس المطمئنة إلى مغفرة من الله ورضوان، فتخرج وتسيل كما تسيل القطرة من في السقاء، وإن نفس الكافر يقال لها: اخرجي أيتها النفس الخبيثة إلى غضب الله وسخطه، فتتفرق في جسده، وتأبى أن تخرج، فيجذبونها، فتنقطع معها العروق والعصب " .
وفي رواية عيسى بن المسيب عن ، عن عدي بن ثابت ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: البراء "فتتفرق روحه في جسده، كراهة أن تخرج لما ترى وتعاين، فيستخرجها . كما يستخرج السفود من الصوف المبلول " . وقد في مواضع أخر كقوله تعالى: دل القرآن على عذاب القبر ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطو أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون
وخرج بإسناده، عن الترمذي قال: ما زلنا في شك من عذاب القبر حتى نزلت: علي ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر [ ص: 356 ] وخرج في "صحيحه "، من حديث ابن حبان ، عن حماد بن سلمة محمد بن عمرو ، عن ، عن أبي سلمة ، أبي هريرة فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى قال: "عذاب القبر" . عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، في قوله سبحانه وتعالى:
وقد روي موقوفا، وروي من وجه آخر عن مرفوعا . أبي هريرة
وروي من وجه آخر من حديث ، مرفوعا وموقوفا . وسيأتي ذلك كله إن شاء الله تعالى . وقال أبي سعيد الخدري ، حدثنا آدم بن أبي إياس المسعودي ، عن عبد الله بن المخارق، عن أبيه، عن - رضي الله عنه -، قال: إذا مات الكافر أجلس في قبره، فيقال له: من ربك؟ وما دينك؟ فيقول: لا أدري، فيضيق عليه قبره، ثم قرأ ابن مسعود : ابن مسعود فإن له معيشة ضنكا قال: المعيشة الضنك: عذاب القبر . وروى عن شريك، ، عن ابن إسحاق ، في قوله عز وجل: البراء عذابا دون ذلك قال: عذاب القبر . وكذا روي عن ، في قوله سبحانه وتعالى: ابن عباس ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر أنه عذاب القبر . وكذا قال ، قتادة ، في قوله عز وجل: والربيع بن أنس سنعذبهم مرتين إحداهما في الدنيا، والأخرى هي عذاب القبر . وقد تواترت الأحاديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في [ ص: 357 ] وفي "الصحيحين " عن عذاب القبر والتعوذ منه . مسروق - رضي الله عنها -، أنها سألت النبي - صلى الله عليه وسلم - عن عذاب القبر، قال: "نعم، عائشة قالت عذاب القبر حق" - رضي الله عنها -: فما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد ذلك صلى صلاة إلا تعوذ من عذاب القبر . عائشة وفيهما عن عن ، عن عمر - رضي الله عنها -، عائشة - رضي الله عنها -: فكنت أسمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد ذلك يتعوذ من عذاب القبر . عائشة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إني رأيتكم تفتنون في القبور كفتنة الدجال "، قالت
وفي "صحيح " عن مسلم ، ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يعلمهم هذا الدعاء كما يعلمهم السورة من القرآن: "اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، وأعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات " .
وفيه - أيضا -، عن ، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أبي هريرة "إذا فرغ أحدكم من التشهد الآخر، فليتعوذ بالله من أربع: من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال " .
وفي "صحيح " عن مسلم ، قال: زيد بن ثابت بني النجار على بغلة له، ونحن معه، إذ حادت به، فكادت أن تلقيه، وإذا أقبر ستة أو خمسة أو أربعة، فقال: "من يعرف أصحاب هذه الأقبر؟ " فقال رجل: أنا، فقال: "متى مات هؤلاء؟ " فقال: ماتوا في الإشراك، فقال النبي [ ص: 358 ] - صلى الله عليه وسلم -: "إن هذه الأمة تبتلى في قبورها، فلولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع منه " . ثم أقبل علينا بوجهه فقال: "تعوذوا بالله من عذاب النار"، فقالوا: نعوذ بالله من عذاب النار، فقال: "تعوذوا بالله من عذاب القبر" . قالوا: نعوذ بالله من عذاب القبر، فقال: "تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن "، قالوا: نعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن، قال: "تعوذوا بالله من فتنة الدجال "، قالوا: نعوذ بالله من فتنة الدجال . بينما النبي - صلى الله عليه وسلم - في حائط
وفي "صحيح " عن مسلم ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أنس "لولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر" .
وفي "الصحيحين "، من حديث ، قال: أبي أيوب الأنصاري وخرج خرج علينا النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد وجبت الشمس، فسمع صوتا، فقال: "يهود تعذب في قبورها" . ، الإمام أحمد ، من حديث وأبو داود ، قال: البراء بن عازب مرتين أو ثلاثا، وذكر الحديث بطوله . خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في جنازة رجل من الأنصار فانتهينا إلى القبر ولم يلحد، فجلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجلسنا حوله، كأن على رؤوسنا الطير، وفي يده عود ينكت به الأرض، فرفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأسه، فقال: "استعيذوا بالله من عذاب القبر"،
وخرج ، من حديث الإمام أحمد ، عن أبي الزبير ، قال: جابر بن عبد الله لبني النجار، فسمع أصوات رجال من بني النجار، ماتوا في الجاهلية، يعذبون في قبورهم، فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فزعا فأمر [ ص: 359 ] أصحابه أن يتعوذوا بالله من عذاب القبر . دخل النبي - صلى الله عليه وسلم - نخلا
وخرجه - أيضا - من حديث ، عن أبي سفيان ، جابر أم مبشر، قالت: دخل علي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا في حائط من حوائط بني النجار، فيه قبور منهم، قد ماتوا في الجاهلية، فسمعهم يعذبون، فخرج وهو يقول: "استعيذوا بالله من عذاب القبر"، قلت: يا رسول الله ليعذبون في قبورهم؟ قال: "نعم عذابا تسمعه البهائم " . عن
وفي "الصحيحين " عن ، ابن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - مر بقبرين، فقال: "إنهما ليعذبان، وما يعذبان في كبير، أما أحدهما فكان لا يستتر من البول، وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة"، ثم أخذ جريدة رطبة، فشقها باثنتين، ثم غرز على كل قبر منهما واحدة، قالوا: لم فعلت هذا يا رسول الله؟ قال: "لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا" .
وقد روي هذا الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بهذا المعنى من وجوه متعددة، خرجه من حديث ابن ماجه ، وفي حديثه: أبي بكرة وخرجه "وأما الآخر يعذب في الغيبة" . وغيره، من حديث الخلال ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وفي بعض رواياته: أبي هريرة وخرجه "وأما الآخر فكان يهمز الناس بلسانه، ويمشي بينهم بالنميمة" . من حديث الطبراني - رضي الله عنها -، عائشة ، وأنس بن مالك - رضي الله عنهم - . [ ص: 360 ] وخرجه وابن عمر وغيره، من حديث أبو يعلى الموصلي ، وفي حديثه: جابر "أما أحدهما فكان يغتاب الناس " .
وخرجه ، من حديث الإمام أحمد ، وفي حديثه أبي أمامة قالوا: يا نبي الله، وحتى متى يعذبان؟ قال: " غيب لا يعلمه إلا الله، ولولا تمريج في قلوبكم وتزيدكم في الحديث لسمعتم ما أسمع " .
وروي من وجوه أخر . وخرج ، من حديث النسائي - رضي الله عنها -، قالت: دخلت علي امرأة من اليهود فقالت: إن عذاب القبر من البول، قلت: كذبت، قالت: بلى، إنه ليقرظ من الجلد والثوب، قالت: فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الصلاة، وقد ارتفعت أصواتنا، فقال - صلى الله عليه وسلم -: "ما هذا؟ " فأخبرته بما قالت، فقال: "صدقت " . عائشة
وخرج ، الإمام أحمد ، وأبو داود ، والنسائي ، من حديث وابن ماجه عبد الرحمن بن حسنة، سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ألم تعلموا ما لقي صاحب بني إسرائيل; كانوا إذا أصابهم البول قطعوا ما أصابه البول، فنهاهم فعذب في قبره " .
وخرج ، الإمام أحمد ، من حديث وابن ماجه ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أبي هريرة "أكثر عذاب القبر من البول " . وروي موقوفا على - رضي الله عنه - . وخرج أبي هريرة ، البزار ، من حديث والحاكم - رضي الله عنهما -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - [ ص: 361 ] قال: ابن عباس " . "إن عامة عذاب القبر من البول، فتنزهوا منه
وخرج ، الطبراني ، من حديث والدارقطني ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أنس "اتقوا البول، فإنه أول ما يحاسب به العبد في القبر" .
وخرج ابن عدي ، من حديث - رضي الله عنه - أنس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مر برجل يعذب في قبره من النميمة، ورجل يعذب في قبره من الغيبة، ورجل يعذب في قبره من البول .
وخرج أيضا، بإسناد ضعيف، عن ، عن قتادة - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أنس "فتنة القبر من ثلاث: من الغيبة، والنميمة، والبول " .
ولكن روى عبد الوهاب الخفاف، عن سعيد ، عن ، قال: كان يقال: عذاب القبر من ثلاثة أثلاث: ثلث من الغيبة، وثلث من النميمة، وثلث من البول . خرجه الخلال وهذا أصح . قتادة
وخرج الأثرم والخلال من حديث - مولاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ميمونة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لها؟ "يا ! إن من أشد عذاب القبر من الغيبة والبول " . ميمونة
وقد ذكر بعضهم السر في وهو أن القبر أول منازل الآخرة، وفيه أنموذج ما يقع في يوم القيامة من العقاب والثواب . والمعاصي التي يعاقب عليها العبد يوم القيامة نوعان: حق الله، وحق العباد، وأول ما يقضى فيه يوم القيامة من حقوق الله الصلاة، ومن حقوق العباد الدماء . [ ص: 362 ] وأما البرزخ فقضى فيه في مقدمات هذين الحقين ووسائلهما، فمقدمة الصلاة: الطهارة من الحدث والخبث، ومقدمة الدماء النميمة والوقيعة في الأعراض، وهما أيسر أنواع الأذى، فيبدأ في البرزخ بالمحاسبة والعقاب عليهما . تخصيص البول والغيبة والنميمة بعذاب القبر .
وروى ، عن عبد الرزاق ، عن معمر أبي إسحاق ، عن أبي ميسرة، عمرو بن شرحبيل ، قال: مات رجل، فلما دخل في قبره أتته الملائكة، فقالوا: إنا جالدوك مائة جلدة من عذاب الله، قال: فذكر صلاته وصيامه واجتهاده قال: فخففوا عنه حتى انتهى إلى عشرة، ثم سألهم، فخففوا عنه حتى انتهى إلى واحدة، فجلدوه جلدة اضطرم قبره نارا، وغشي عليه، فلما أفاق قال: فيم جلدتموني هذه الجلدة؟ قالوا: إنك بلت يوما، ثم صليت ولم تتوضأ . وسمعت رجلا يستغيث مظلوما، فلم تغثه .
ورواه ، عن أبو سنان أبي إسحاق ، عن أبي ميسرة ، بنحوه .
ورويناه من طريق حفص بن سليمان القارئ وهو ضعيف جدا، عن ، عن عاصم عن أبي وائل، ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - به . ابن مسعود
فعذاب القبر حصل ها هنا بشيئين: أحدهما: والثاني: ترك طهارة الحدث . كما أنه في الأحاديث المتقدمة حصل بترك طهارة الخبث، والظلم بالقول، وهي متقاربة في المعنى . ترك نصرة المظلوم مع القدرة عليه،
وفي حديث ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: عبد الرحمن بن سمرة أخرجه "إني رأيت الليلة عجبا" فذكر الحديث بطوله، وفيه: "رأيت رجلا من أمتي بسط عليه عذاب القبر، فجاءه وضوءه فاستنقذه منه " . وغيره . [ ص: 363 ] ففي هذا الحديث أن الطبراني وكذلك الطهارة من الحدث تنجي من عذاب القبر . كما تقدم ذكره في الباب الثاني، لأن فيه غاية النفع للناس في دينهم . وكذلك الجهاد والرباط، لأن المجاهد والمرابط في سبيل الله كل منهما بذل نفسه، وسمح بنفسه لتكون كلمة الله هي العليا، ودينه هو الظاهر، وليذب عن إخوانه المؤمنين عدوهم . الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ينجي من عذاب القبر،
ففي ، عن الترمذي المقدام بن معديكرب ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: وذكر بقية الحديث . "للشهيد عند الله ست خصال: يغفر له في أول دفعة، ويرى مقعده من الجنة، ويجار من عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبر "
وخرج وغيره، من حديث الحاكم ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أبي أيوب "من لقي العدو في سبيل الله فصبر حتى يقتل أو يغلب لم يفتن في قبره أبدا " .
وفي "صحيح " عن مسلم ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: سلمان وخرجه غيره وقال فيه: "رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه، وإن مات أجري عليه عمله الذي كان يعمله، وأجري عليه رزقه، وأمن الفتان" . "ووقي عذاب القبر" .
وخرج الترمذي ، من حديث وأبو داود عن النبي - صلى الله عليه وسلم - معناه أيضا، وروي من وجوه أخر . [ ص: 364 ] وخرج فضالة بن عبيد، من حديث النسائي راشد بن سعد ، عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - أن رجلا قال: يا رسول الله، ما بال المؤمنين يفتنون في قبورهم إلا الشهيد؟ قال: "كفى ببارقة السيوف على رأسه فتنة" .
وروى عن مجالد، محمد بن المنتشر، عن ربعي، عن ، قال: إن في القبر حسابا، وفي القيامة حسابا، فمن حوسب يوم القيامة عذب . حذيفة
وروى عن ابن عجلان، ، قال: يقال: إن العبد إذا أدخل قبره، سئل عن صلاته أول شيء يسأل عنه، فإن جازت له صلاته، نظر فيما سوى ذلك من عمله، وإن لم تجز له، لم ينظر له في شيء من عمله بعد . عون بن عبد الله