وقد ورد في عذاب القبر أنواع:
منها: وقد سبق ذلك في أحاديث متعددة . وروينا من طريق الضرب إما بمطراق من حديد أو غيره، عثمان بن أبي العاتكة، عن ، عن علي بن زيد . عن القاسم ، قال: أبي أمامة الباهلي أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقيع الغرقد، فوقف على قبرين، فقال: "أدفنتم ها هنا فلانا وفلانة؟ " أو قال: فلانا وفلانا؟ " قالوا: نعم فقال: "قد أقعد فلان الآن يضرب "، ثم قال: "والذي نفسي بيده لقد ضرب ضربة ما بقي منه عضو إلا انقطع، ولقد تطاير قبره نارا، ولقد صرخ به صرخة يسمعها الخلائق إلا الثقلين من الجن والإنس، ولولا تمريج في صدوركم وتزييدكم في الحديث لسمعتم [ ص: 365 ] ما أسمع "، قالوا: يا رسول الله ما ذنبهما؟ قال: "أما فلان فإنه كان لا يستبرئ من البول، وأما فلان أو فلانة فكان يأكل لحوم الناس " . وفي هذا الإسناد ضعف .
وخرج في "تفسيره"، من طريق ابن جرير أسباط ، عن قال: قال السدي : إن الكافر إذا وضع في قبره أتته دابة كأن عينيها قدران من نحاس، معها عمود من حديد، فتضربه ضربة بين كتفيه، فيصيح، فلا يسمع صوته أحد إلا لعنه، ولا يبقى شيء إلا سمع صوته إلا الثقلين الجن والإنس . البراء بن عازب
ومن طريق جويبر، عن ، قال: الكافر إذا وضع في قبره ضرب ضربة بمطراق، فيصيح صيحة، فيسمع صوته كل شيء إلا الثقلين الجن والإنس، فلا يسمع صيحته شيء إلا لعنه . الضحاك
وروى الالكائي بإسناده، عن ، قال: بلغني أن الله عز وجل يسلط على الكافر في قبره دابة عمياء في يدها سوط من حديد، رأسها مثل غرب البعير فتضربه بها إلى يوم القيامة، لا تراه ولا تسمع صوته فترحمه . محمد بن المنكدر
ومنها: وقد سبق ذلك من حديث تسليط الحيات والعقارب عليه; . أبي هريرة
وروى ، حدثني ابن وهب ، أن عمرو بن الحارث أبا السمح، حدثه عن ابن حجيرة، عن ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: أبي هريرة فإن له معيشة ضنكا ؟ تدرون ما المعيشة الضنك؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: "عذاب الكافر في قبره، والذي نفسي بيده إنه ليسلط عليه تسعة وتسعون تنينا، أتدرون ما التنين؟ قال: تسعة وتسعون حية، لكل حية سبعة رؤوس، [ ص: 366 ] وفي رواية: "تسعة رؤوس، ينفخون في جسمه، ويلسعونه ويخدشونه إلى يوم يبعثون " خرجه "أتدرون فيما أنزلت هذه الآية: في "مسنده " . بقي بن مخلد
وخرجه ، من وجه آخر عن البزار ابن حجيرة عن ، مرفوعا أيضا مختصرا . أبي هريرة
وخرج من طريق ابن منده عن أبي حازم، ، وذكر قبض روح المؤمن والكافر، وقال في الكافر: أبي هريرة "ويسلط عليه الهوام، وهي الحيات، فينام كالمنهوس فينام ويفزع " . وخرجه مرفوعا أيضا .
وقد روي عن دراج أبي السمح، عن أبي الهيثم ، عن . عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أبي سعيد الخدري خرجه "يسلط على الكافر في قبره تسعة وتسعون تنينا، يلدغونه حتى تقوم الساعة، ولو أن تنينا منها نفخ على الأرض ما أنبتت خضراء" . ، الإمام أحمد في "صحيحه "، من طريق وابن حبان سعيد بن أبي أيوب ، عن دراج به .
ورواه ، عن ابن لهيعة دراج، مرفوعا - أيضا - إلا أنه قال: "ضمة القبر" .
وخرجه من طريق الخلال، سعيد أبي خلاد بن سليم، عن دراج أبي السمح، عمن حدثه، عن : أنهم سألوه عن المعيشة الضنك . قال: هي معيشة الكافر في قبره، يبعث الله إليه قبل يوم القيامة اثنين وسبعين تنينا وعقارب كالبغال يلسعنه في قبره، ويضيق عليه قبره حتى تدخل الأضلاع [ ص: 367 ] بعضها في بعض، يتمنى أنه لو خرج منها إلى النار . وهذا موقوف، قد سبق في الباب الثاني من وجه آخر مرفوعا . أبي سعيد
وقد روي بعضه من وجه آخر مرفوعا وموقوفا أيضا .
وروى منصور بن صقير، عن ، عن حماد بن سلمة عن أبي حازم، النعمان بن أبي عياش، عن ، أبي سعيد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال في هذه الآية: فإن له معيشة ضنكا قال: "المعيشة الضنك عذاب القبر، يضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه، ولا يزال يعذب حتى يبعث " خرجه الخلال، ومنصور بن صقير فيه ضعف .
وخالفه ، فرواه عن آدم بن أبي إياس عن أبي حازم، . ووقفه . حماد بن سلمة
وكذا رواه ، الثوري وسليمان بن بلال ، والدراوردي، وغيرهم، عن عن أبي حازم، النعمان، عن مرفوعا، وخالفهم أبي سعيد ، فرواه عن ابن عيينة عن أبي حازم عن أبي سلمة موقوفا أيضا، فمنهم من قال: أخطأ فيه أبي سعيد ، كذا قاله ابن عيينة أبو زرعة والعلائي، وقيل: بل أبو سلمة هذا هو النعمان بن أبي عياش، قاله أبو حاتم الرازي، وأبو أحمد الحاكم ، وأبو بكر الخطيب وغيره .
وخرجه ، من حديث الإمام أحمد علي بن زيد بن جدعان ، عن أم محمد، عن - رضي الله عنها -، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: عائشة [ ص: 368 ] وخرج "يرسل على الكافر حيتان، واحدة من قبل رأسه، والأخرى من قبل رجليه، يقرصانه قرصا، كلما فرغتا عادتا إلى يوم القيامة" . - بإسناد ضعيف - عن ابن أبي الدنيا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: الحسن، "لا يرى أحد خارجا من الدنيا شاتما لأحد منهم - يعني من أول هذه الأمة - إلا سلط الله عليه دابة في قبره، تقرص لحمه، يجد ألمه إلى يوم القيامة" .
وخرج من طريق الخلال، ، عن عاصم عن زر، ، قال: يقال للكافر - يعني في قبره: ما أنت؟ فيقول: لا أدري، فيقال: لا دريت - ثلاثا، ويضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه، ويرسل عليه حيات من جوانب قبره، ينهشنه ويأكلنه، فإذا خرج صاح، قمع بمقامع من نار أو حديد . وخرجه ابن مسعود وزاد فيه: "ويضرب ضربة يلتهب قبره نارا" وعنده: "وتنبعث عليه حيات من النار كأعناق الإبل " . أبو بكر الآجري،
وخرج في كتاب "الموت " بإسناده عن ابن أبي الدنيا ، قال: يسلط عليه شجاع أقرع، فيأكله حتى يأكل أم هامته، فهذا أول ما يصيبه من عذاب الله . وبإسناده عن عبيد بن عمير ، قال: ما من ميت يموت وهو يزني، أو يسرق، أو يشرب، أو يأتي شيئا من هذه، إلا جعل معه شجاعان ينهشانه في قبره . مسروق
ومنها: أو نحو ذلك . رض رأس الميت بحجر، أو شق شدقه
وفي حديث ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: سمرة بن جندب وذكر الحديث بطوله . خرجه "رأيت الليلة رجلين أتياني فأخذا بيدي، فأخرجاني إلى أرض مقدسة، فإذا رجل جالس ورجل قائم بيده كلوب من حديد يدخله في شدقه حتى يبلغ قفاه، ثم يفعل بشدقه الآخر مثل ذلك، ويلتئم شدقه هذا، فيعود فيصنع مثله، قلت: ما هذا؟ قالا: انطلق فانطلقنا، حتى أتينا على رجل مضطجع على قفاه، ورجل قائم على رأسه بصخرة أو فهر، فيشدخ بها [ ص: 369 ] رأسه، فإذا ضربه تدهده الحجر، فانطلق إليه ليأخذه فلا يرجع إلى هذا حتى يلتئم رأسه، وعاد رأسه كما هو، فعاد إليه فضربه، قلت: ما هذا؟ قالا لي: انطلق، فانطلقنا، إلى نقب مثل التنور أعلاه ضيق وأسفله واسع، توقد تحته نار وإذا فيه رجال ونساء عراة فيأتيهم اللهب من تحتهم فإذا اقترب ارتفعوا حتى كادوا أن يخرجوا، فإذا خمدت رجعوا فيها، وفيها رجال ونساء، فقلت: ما هذا؟ قالا: انطلق، فانطلقنا، حتى أتينا على نهر من دم . فيه رجل قائم وعلى شاطئ النهر رجل بين يديه حجارة، فأقبل الرجل الذي في النهر، فإذا أراد أن يخرج، رمى الرجل بحجر في فيه فرده حيث كان، فجعل كلما جاء ليخرج رمى في فيه بحجر رجع كما كان، فقلت: ما هذا؟ قالا لي: انطلق، فانطلقنا" . فذكر الحديث . وفيه: "قلت: طوفتماني الليلة، فأخبراني عما رأيت؟ قالا: نعم، أما الرجل الذي رأيته يشق شدقه فكذاب يحدث بالكذب، فتحمل عنه حتى تبلغ الآفاق، فيصنع به ذلك إلى يوم القيامة; والذي رأيته يشدخ رأسه فرجل علمه الله القرآن، فنام عنه بالليل، ولم يعمل فيه بالنهار; يفعل به إلى يوم القيامة; وأما الذي رأيت في النقب فهم الزناة والزواني، وأما الذي رأيت في النهر فآكل الربا" . . البخاري
وروى هذا الحديث أبو خلدة، عن عن أبي حازم، ، وفي حديثه: سمرة "قلت: فالذي يسبح في الدم؟ قال: ذاك صاحب الربا، ذاك طعامه في القبر إلى يوم القيامة . قلت: فالذي يشدخ رأسه؟ قال: ذاك رجل علمه الله القرآن، فنام عنه حتى نسيه، لا يقرأ منه شيئا، كلما رقد دقوا رأسه في القبر إلى يوم القيامة، ولا يدعونه ينام " .
ومنها: وقد سبق ذلك في أحاديث متعددة . [ ص: 370 ] وخرج الخلال - بإسناد ضعيف - عن تضييق القبر على الميت حتى تختلف فيه أضلاعه، ، أبي سعيد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال في الكافر: "فيضيق عليه قبره حتى يخرج دماغه من بين أظفاره ولحمه " .
وقد ورد ما يدل على أن التضييق عام للمؤمن والكافر، وصرح بذلك طائفة من العلماء، منهم وغيره، فروى ابن بطة ، عن شعبة ، عن سعد بن إبراهيم ، عن نافع - رضي الله عنها -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: عائشة " سعد بن معاذ خرجه "إن للقبر ضغطة، لو كان أحد ناجيا منها لنجا مها . الإمام أحمد
وقد اختلف على في إسناده، فقيل: عنه كما ذكرنا: وقيل: عنه، عن شعبة ، عن إنسان، عن نافع - رضي الله عنها - . وقيل: عنه، عن عائشة سعد ، عن ، عن امرأة نافع ، عن ابن عمر - رضي الله عنها - . عائشة
وروى ، عن الثوري سعد ، عن ، عن نافع ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وليس بالمحفوظ . ورواه ابن عمر ، عن ابن لهيعة عقيل ، سمع ، يخبر عن سعد بن إبراهيم عائشة بنت سعد ، عن ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بأنه قال لها: عائشة أم المؤمنين ، لكنه لم يزد على ضمه " . سعد بن معاذ خرجه "تعوذي بالله من عذاب القبر، فإنه لو نجا منه أحد لنجا ، ورواية الطبراني أصح . شعبة
وخرج ، من حديث الإمام أحمد محمد بن جابر ، عن ، عن عمرو بن مرة أبي البختري ، عن ، قال: حذيفة ومحمد بن كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في جنازة، فلما انتهينا إلى القبر قعد على شفته فجعل يردد بصره فيه، ثم قال: "يضغط المؤمن فيه ضغطة تزول منها حمائله، وتملأ على الكافر نارا " . هو اليمامي: [ ص: 371 ] ضعيف: وأبو البختري لم يدرك جابر . حذيفة
وخرج ، من حديث النسائي عن عبيد الله بن عمر ، عن نافع - رضي الله عنهما - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: عبد الله بن عمر "هذا الذي تحرك له العرش وفتحت له أبواب السماء . وشهده سبعون ألفا من الملائكة، لقد ضم ضمة ثم فرج عنه " .
وخرجه وقال: وروي عن البزار عبيد الله ، عن مرسلا . قلت: وقد سبق ذكر الاختلاف فيه عن نافع عن سعد بن إبراهيم . ورواه نافع عن زيد بن أبي أنيسة، ، عن جابر ، عن نافع صفية بنت أبي عبيد . عن بعض أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ، لقد ضم فيه ضمة" . سعد بن معاذ "إن كنت لأرى لو أن أحدا أعفي من عذاب القبر . لعفي منه
وخرجه من وجه آخر، عن البزار ، عن نافع ، ومن طريق ابن عمر عن عطاء بن السائب عن مجاهد . ابن عمر
وخرج من طريق الطبراني زكريا بن سلام، عن سعيد بن مسروق ، عن ، قال: أنس - حزن، ثم سري عنه، فقلنا: يا رسول الله، رأينا منك ما لم نر، قال: "ذكرت زينب بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم وضعفها وضغطة القبر، لقد هون عليها، ومع ذلك لقد ضغطت ضغطة بلغت الخافقين " . زينب وزكريا قيل: إنه مجهول، لما ماتت وسعيد بن مسروق ، لم يدرك ، فهو منقطع . أنسا
وقد روي من وجه آخر عن ، من رواية أنس ، عن الأعمش ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بمعناه . [ ص: 372 ] وكذا رواه أنس عن أبو حمزة السكري، ، الأعمش لم يسمع من والأعمش عند الأكثرين . أنس
وقيل: عن أبي حمزة ، عن ، عن الأعمش سليمان، عن . أنس
ورواه سعد بن الصلت، عن ، عن الأعمش ، عن أبي سفيان . ورواه أنس حبيب بن خالد الأسدي عن ، عن الأعمش عبد الله بن المغيرة ، عن . أنس
ورواه ، عن حماد بن سلمة ثمامة ، عن ، أنس خرجه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دفن صبيا أو صبية، فقال: "لو نجا أحد من ضمة القبر لنجا منها هذا الصبي" . الخلال، . وقد اختلف فيه على والطبراني حماد، فرواه جماعة عن ثمامة مرسلا . والمرسل هو الصحيح، عند أبي حاتم الرازي، . والدارقطني
وروى ، عن ابن وهب ، عن عمرو بن الحارث أبي النضر، عن زياد مولى عن ابن عباس ، ابن عباس فقال: "لو نجا من ضغطة القبر أحد منه لنجا سعد بن معاذ ، ولقد ضم ضمة ثم فرج عنه " . سعد بن معاذ خرجه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صعد على قبر . الطبراني
وخرج الإمام أحمد ، من حديث والنسائي يزيد بن عبد الله بن الهاد . عن معاذ بن رفاعة ، عن ، جابر لسعد وهو يدفن: " سبحان الله، لهذا العبد الصالح الذي تحرك له عرش الرحمن وفتحت له أبواب السماء شدد [ ص: 373 ] عليه ثم فرج عنه " . وخرجه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال ، من طريق الإمام أحمد ، حدثني ابن إسحاق معاذ بن رفاعة . عن محمود بن عبد الرحمن بن عمرو بن الجموح ، عن ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: جابر "لقد تضايق على هذا العبد الصالح قبره حتى فرج الله عنه " .
وذكر اهتزاز العرش، وفتح أبواب السماء; عن ابن إسحاق معاذ بن رفاعة ، قال: حدثني من شئت من رجال قومي، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يذكره في حديث . وزاد في إسناد حديث جابر رجلا، وقوله أصح من قول جابر يزيد بن الهاد في هذا كله عند كثير من أئمة الحفاظ ، والله أعلم .
وخرج ، من حديث البيهقي ، قال: حدثني ابن إسحاق أمية بن عبد الله . أنه سأل بعض أهل سعد ، ما بلغكم من قول النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذا؟ قالوا: ذكر لنا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سئل عن ذلك، فقال: "كان يقصر في بعض الطهور من البول " .
وذكر عن ابن أبي الدنيا عبيد الله بن محمد التميمي، قال: سمعت أبا بكر التيمي - شيخا من قريش - قال: كان يقال: إن ضمة القبر إنما أصلها أمهم، ومنها خلقوا، فغابوا عنها الغيبة الطويلة، فلما ردوا إليها أولادها، ضمتهم ضم الوالدة التي غاب عنها ولدها، ثم قدم عليها، فمن كان لله عز وجل مطيعا ضمته برأفة ورفق، ومن كان لله عاصيا ضمته بعنف، سخطا منها عليه لربها .
وروى في كتاب "المحتضرين " بإسناده عن ، عن [ ص: 374 ] عبد العزيز بن أبي رواد ، أنه لما حضرته الوفاة جعل يبكي، فقيل له: ما يبكيك؟ فقال: ذكرت نافع سعدا وضغطة القبر .
وروى ، عن هناد بن السري سعيد بن دينار، عن عن رجل عن إبراهيم الغنوي، - رضي الله عنها -، أنها مرت بها جنازة صغيرة فبكت، فقالت: بكيت لهذا الصبي، شفقة عليه من ضمة القبر . عائشة
قال هناد : وحدثنا عن أبيه، عن محمد بن فضيل، ، قال: ما أجير أحد من ضغطة القبر، ولا ابن أبي مليكة ، الذي منديل من مناديله خير من الدنيا وما فيها . سعد بن معاذ
وقال أبو الحسن بن البراء : حدثنا محمد بن الصباح، حدثنا عمار بن محمد، عن ، عن ليث ، عن المنهال ، عن زاذان ، البراء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في قوله تعالى: لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش قال: " يكسى الكافر في قبره ثوبان من نار، فذلك قوله سبحانه وتعالى: ومن فوقهم غواش " هذا غريب منكر .
وقد قيل: إن عذاب القبر يفتر عن أهل القبور فيما بين النفختين، كذا ذكره عن سعيد بن بشير ، وتأول ذلك قوله تعالى: قتادة يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون أي، يعني تلك الفترة التي لا عذاب فيها .
وورد ذلك مرفوعا، خرجه في كتاب "السنة" حدثنا الخلال إسحاق بن خالد البالسي ، حدثنا محمد بن صعب، حدثنا روح بن مسافر، عن ، عن الأعمش ، عن أبي سفيان ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: جابر فذكر الحديث بطوله، وفي آخره قال: "إن هذه الأمة تبتلى [ ص: 375 ] في قبورها"، "فإنهم يعذبون في قبورهم إلى قريب من قيام الساعة، ثم ينامون قبيل الساعة، وهي النومة التي ندموا عليها، حين قالوا: يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا . وهذا إسناد ضعيف، وروح بن مسافر، وإسحاق بن خالد ، ضعيفان جدا .
وقد يرفع عذاب القبر أو بعضه في بعض الأوقات الشريفة .
فقد روي بإسناد ضعيف، عن : أن عذاب القبر يرفع عن الموتى في شهر رمضان، وكذلك فتنة القبر ترفع عمن مات يوم الجمعة أو ليلة الجمعة . أنس بن مالك
كما خرج ، الإمام أحمد ، من حديث والترمذي ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: عبد الله بن عمرو بن العاص "ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر" .