nindex.php?page=treesubj&link=28970_18636 (التعوذ في ابتداء التلاوة )
قال الله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=98فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم ، فهم من هذا النص الكريم أنه عند التلاوة لا بد أن يقدمها بقوله : " أعوذ بالله من الشيطان الرجيم " ، ثم تكون بعدها " بسم الله الرحمن الرحيم " وقد حكي ذلك عن
nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء وغيره ، فقالوا : " إن الاستعاذة واجبة عند كل تلاوة في غير الصلاة " ، وإنما في الصلاة فلا وجوب ، ويظهر أن ذلك بالاتفاق ; لأنه يكون زيادة واجب في الصلاة لم يثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وكل وجوب في عبادة من غير إيجاب من صاحب الشرع يرد ولا يؤخذ به . وكان
nindex.php?page=showalam&ids=12354النخعي ، ومعه قوم يتعوذون استحبابا في كل ركعة في الصلاة ، فحيث كانت قراءة قرآن تعوذوا استحبابا ، وروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11990أبي حنيفة التعوذ في قراءة الركعة الأولى فقط .
[ ص: 47 ] ومن المتفق عليه أمران :
أحدهما : أن الاستعاذة ليست جزءا من الصلاة ، ولا شرطا لقراءة الفاتحة ، كما هو مقرر عند
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ، لا سرا ولا جهرا ; لأنه لم يثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه التزم بها لا جهرا ولا خفية .
الثاني : أن كلمة " أعوذ بالله من الشيطان الرجيم " ليست قرآنا ، وإنما استجابة لقول الله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=98فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم ، وكلمة " أعوذ بالله " هي الكلمة التي يرددها الناس عند الاستعاذة ، وروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود أنه كان يقول في الاستعاذة : " أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم " ، وروى
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود أنه تعوذ بها أمام النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال له : "
يا nindex.php?page=showalam&ids=10ابن أم عبد ، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم هكذا أقرأني جبريل عن اللوح عن القلم " ، وإن هذا النص يستفاد منه أن كلمة أعوذ بالله من الشيطان الرجيم هي المروية عن النبي - صلى الله عليه وسلم - . وننتهي من هذا إلى أنها مستحبة وليست واجبة ، ولكن
nindex.php?page=treesubj&link=1563إذا قالها أيسر أم يجهر ؟
الجمهور على أنه يجهر عند الصلاة بها ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15760حمزة : يسر بها ، ومن قال إن الاستعاذة تكون بعد القراءة لأن الله يقول :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=98فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله فالقراءة تسبق الاستعاذة امتثالا لأمر الله تعالى ; ولكيلا يكون القارئ متغنيا ، ولا متلقيا ، وليكون في حضرة الله في قراءته وبعدها ، ويكون طائعا لله تعالى في كل أحواله .
nindex.php?page=treesubj&link=28970_18636 (التَّعَوُّذُ فِي ابْتِدَاءِ التِّلَاوَةِ )
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=98فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ، فُهِمَ مِنْ هَذَا النَّصِّ الْكَرِيمِ أَنَّهُ عِنْدَ التِّلَاوَةِ لَا بُدَّ أَنْ يُقَدِّمَهَا بِقَوْلِهِ : " أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ " ، ثُمَّ تَكُونُ بَعْدَهَا " بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ " وَقَدْ حُكِيَ ذَلِكَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16568عَطَاءٍ وَغَيْرِهِ ، فَقَالُوا : " إِنَّ الِاسْتِعَاذَةَ وَاجِبَةٌ عِنْدَ كُلِّ تِلَاوَةٍ فِي غَيْرِ الصَّلَاةِ " ، وَإِنَّمَا فِي الصَّلَاةِ فَلَا وُجُوبَ ، وَيَظْهَرُ أَنَّ ذَلِكَ بِالِاتِّفَاقِ ; لِأَنَّهُ يَكُونُ زِيَادَةَ وَاجِبٍ فِي الصَّلَاةِ لَمْ يَثْبُتْ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، وَكُلُّ وُجُوبٍ فِي عِبَادَةٍ مِنْ غَيْرِ إِيجَابٍ مِنْ صَاحِبِ الشَّرْعِ يُرَدُّ وَلَا يُؤْخَذُ بِهِ . وَكَانَ
nindex.php?page=showalam&ids=12354النَّخَعِيُّ ، وَمَعَهُ قَوْمٌ يَتَعَوَّذُونَ اسْتِحْبَابًا فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فِي الصَّلَاةِ ، فَحَيْثُ كَانَتْ قِرَاءَةُ قُرْآنٍ تَعَوَّذُوا اسْتِحْبَابًا ، وَرُوِيَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=11990أَبِي حَنِيفَةَ التَّعَوُّذُ فِي قِرَاءَةِ الرَّكْعَةِ الْأُولَى فَقَطْ .
[ ص: 47 ] وَمِنَ الْمُتَّفَقِ عَلَيْهِ أَمْرَانِ :
أَحَدُهُمَا : أَنَّ الِاسْتِعَاذَةَ لَيْسَتْ جُزْءًا مِنَ الصَّلَاةِ ، وَلَا شَرْطًا لِقِرَاءَةِ الْفَاتِحَةِ ، كَمَا هُوَ مُقَرَّرٌ عِنْدَ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيِّ ، لَا سِرًّا وَلَا جَهْرًا ; لِأَنَّهُ لَمْ يَثْبُتْ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ الْتَزَمَ بِهَا لَا جَهْرًا وَلَا خُفْيَةً .
الثَّانِي : أَنَّ كَلِمَةَ " أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ " لَيْسَتْ قُرْآنًا ، وَإِنَّمَا اسْتِجَابَةٌ لِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=98فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ، وَكَلِمَةُ " أَعُوذُ بِاللَّهِ " هِيَ الْكَلِمَةُ الَّتِي يُرَدِّدُهَا النَّاسُ عِنْدَ الِاسْتِعَاذَةِ ، وَرُوِيَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=10عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ فِي الِاسْتِعَاذَةِ : " أَعُوذُ بِاللَّهِ السَّمِيعِ الْعَلِيمِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ " ، وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنُ مَسْعُودٍ أَنَّهُ تَعَوَّذَ بِهَا أَمَامَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ لَهُ : "
يَا nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنَ أُمِّ عَبْدٍ ، أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ هَكَذَا أَقْرَأَنِي جِبْرِيلُ عَنِ اللَّوْحِ عَنِ الْقَلَمِ " ، وَإِنَّ هَذَا النَّصَّ يُسْتَفَادُ مِنْهُ أَنَّ كَلِمَةَ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ هِيَ الْمَرْوِيَّةُ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - . وَنَنْتَهِي مِنْ هَذَا إِلَى أَنَّهَا مُسْتَحَبَّةٌ وَلَيْسَتْ وَاجِبَةً ، وَلَكِنْ
nindex.php?page=treesubj&link=1563إِذَا قَالَهَا أَيُسِرُّ أَمْ يَجْهَرُ ؟
الْجُمْهُورُ عَلَى أَنَّهُ يَجْهَرُ عِنْدَ الصَّلَاةِ بِهَا ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15760حَمْزَةُ : يُسِرُّ بِهَا ، وَمَنْ قَالَ إِنَّ الِاسْتِعَاذَةَ تَكُونُ بَعْدَ الْقِرَاءَةِ لِأَنَّ اللَّهَ يَقُولُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=98فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ فَالْقِرَاءَةُ تَسْبِقُ الِاسْتِعَاذَةَ امْتِثَالًا لِأَمْرِ اللَّهِ تَعَالَى ; وَلِكَيْلَا يَكُونَ الْقَارِئُ مُتَغَنِّيًا ، وَلَا مُتَلَقِّيًا ، وَلِيَكُونَ فِي حَضْرَةِ اللَّهِ فِي قِرَاءَتِهِ وَبَعْدَهَا ، وَيَكُونَ طَائِعًا لِلَّهِ تَعَالَى فِي كُلِّ أَحْوَالِهِ .