قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=99كذلك نقص عليك من أنباء ما قد سبق وقد آتيناك من لدنا ذكرا من أعرض عنه فإنه يحمل يوم القيامة وزرا خالدين فيه وساء لهم يوم القيامة حملا يوم ينفخ في الصور ونحشر المجرمين يومئذ زرقا يتخافتون بينهم إن لبثتم إلا عشرا نحن أعلم بما يقولون إذ يقول أمثلهم طريقة إن لبثتم إلا يوما
قوله تعالى : كذلك الكاف في موضع نصب نعت لمصدر محذوف . أي كما قصصنا عليك خبر
موسى كذلك نقص عليك قصصا كذلك من أخبار ما قد سبق ؛ ليكون تسلية لك ، وليدل على صدقك .
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=99وقد آتيناك من لدنا ذكرا يعني القرآن . وسمي القرآن ذكرا ؛ لما فيه من الذكر كما سمي الرسول ذكرا ؛ الذكر كان ينزل عليه . وقيل :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=99أتيناك من لدنا ذكرا أي شرفا ، كما قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=44وإنه لذكر لك أي شرف وتنويه باسمك .
[ ص: 157 ] قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=100من أعرض عنه أي القرآن فلم يؤمن به ، ولم يعمل بما فيه
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=100فإنه يحمل يوم القيامة وزرا أي إثما عظيما وحملا ثقيلا .
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=101خالدين فيه يريد مقيمين فيه ؛ أي في جزائه وجزاؤه جهنم .
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=101وساء لهم يوم القيامة حملا يريد بئس الحمل حملوه يوم القيامة . وقرأ
داود بن رفيع ( فإنه يحمل ) .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=102يوم ينفخ في الصور قراءة العامة ( ينفخ ) بضم الياء على الفعل المجهول . وقرأ
أبو عمرو وابن أبي إسحاق بنون مسمى الفاعل . واستدل
أبو عمرو بقوله تعالى : ونحشر بنون . وعن
ابن هرمز ( ينفخ ) بفتح الياء أي ينفخ
إسرافيل .
أبو عياض : ( في الصور ) . الباقون في ( الصور ) وقد تقدم هذا في ( الأنعام ) مستوفى وفي كتاب ( التذكرة )
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=102ونحشر المجرمين وقرأ
طلحة بن مصرف ( ويحشر ) بضم الياء ( المجرمون ) رفعا بخلاف المصحف . والباقون ( ونحشر المجرمين ) أي المشركين .
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=102زرقا حال من المجرمين ، والزرق خلاف الكحل . والعرب تتشاءم بزرق العيون وتذمه ؛ أي تشوه خلقتهم بزرقة عيونهم وسواد وجوههم . وقال
الكلبي والفراء : زرقا أي عميا . وقال
الأزهري : عطاشا قد ازرقت أعينهم من شدة العطش ؛ وقاله
الزجاج ؛ قال : لأن سواد العين يتغير ويزرق من العطش . وقيل : إنه الطمع الكاذب إذا تعقبته الخيبة ، يقال : ابيضت عيني لطول انتظاري لكذا . وقول خامس : إن المراد بالزرقة شخوص البصر من شدة الخوف ؛ قال الشاعر :
لقد زرقت عيناك يا ابن مكعبر كما كل ضبي من اللؤم أزرق
يقال : رجل أزرق العين ، والمرأة زرقاء بينة الزرق . والاسم الزرقة . وقد زرقت عينه بالكسر وازرقت عينه ازرقاقا ، وازراقت عينه ازريقاقا . وقال
سعيد بن جبير : قيل
nindex.php?page=showalam&ids=11لابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=102ونحشر المجرمين يومئذ زرقا وقال في موضع آخر :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=97ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما فقال : إن ليوم القيامة حالات ؛ فحالة يكونون فيه زرقا ، وحالة عميا . يتخافتون بينهم أصل الخفت في اللغة السكون ، ثم قيل لمن خفض صوته خفته . يتسارون ؛ قاله
مجاهد ؛ أي يقولون بعضهم لبعض في الموقف سرا إن لبثتم أي ما لبثتم يعني في الدنيا ، وقيل في القبور إلا عشرا يريد عشر ليال . وقيل : أراد ما بين النفختين وهو أربعون سنة ؛ يرفع العذاب في تلك المدة عن الكفار - في قول
ابن عباس - فيستقصرون تلك المدة . أو مدة مقامهم في الدنيا لشدة ما يرون من أهوال يوم القيامة ؛ ويخيل إلى أمثلهم أي أعدلهم قولا وأعقلهم وأعلمهم عند نفسه أنهم ما لبثوا إلا يوما واحدا يعني لبثهم في الدنيا ؛ عن
[ ص: 158 ] قتادة ؛ فالتقدير : إلا مثل يوم . وقيل : إنهم من شدة هول المطلع نسوا ما كانوا فيه من نعيم الدنيا رأوه كيوم . وقيل : أراد بيوم لبثهم ما بين النفختين ، أو لبثهم في القبور على ما تقدم . وعشرا ويوما منصوبان ب ( لبثتم ) .