بعد ذلك البيان في قصة إبراهيم؛ وما فيها هنا لم يذكر في سور أخرى إلا بعض ما يتعلق بعبادة الأصنام؛ ذكر - سبحانه - بعض ما يكون يوم القيامة؛ قال (تعالى): وقيل لهم أين ما كنتم تعبدون من دون الله هل ينصرونكم أو ينتصرون فكبكبوا فيها هم والغاوون وجنود إبليس أجمعون قالوا وهم فيها يختصمون تالله إن كنا لفي ضلال مبين إذ نسويكم برب العالمين وما أضلنا إلا المجرمون فما لنا من شافعين ولا صديق حميم فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين وإن ربك لهو العزيز الرحيم
[ ص: 5373 ] هذه النصوص السامية مصورة لحال الكافرين؛ وما أضلوهم في يوم القيامة؛ وأول اتجاه إلى مجاوبتهم؛ وقد كانوا يتخذونها شفعاء تقربهم إلى الله زلفى؛ أن يسألوا عن هذا الادعاء؛ أهو ظاهر فيها اليوم فيقال لهم: وقيل لهم أين ما كنتم تعبدون من دون الله هل ينصرونكم أو ينتصرون ؛ أين الأصنام؛ أو الأشخاص التي حكم أوهامكم أن تعبدوها من دوني؟ هل أمدتكم بنصر؛ أو شفاعة؛ أو تقريب زلفة؛ أو حظوة؟ أو ينتصرون ؛ " أو " ؛ هنا؛ لمعنى الإضراب؛ فليست قائمة مقام " أم " ؛ والمعنى فيها الإضراب عن أن ينصروكم؛ أهم ينتصرون؛ بأن تحمي نفسها من عذاب واقع؛ أو متوقع؟ والاستفهام إنكاري؛ لإنكار الواقع؛ فهو للتوبيخ؛ إذ كانوا يحسبون أن لها قوة تنصر؛ فتبين أنها لا تنصر غيرها؛ ولا تنتصر لنفسها.