ولهديناهم صراطا مستقيما
* * *
الصراط هو الطريق، والمستقيم هو الذي يوصل إلى غايته أو هدفه، ويقول علماء الهندسة: إن الخط المستقيم هو أقرب خط بين نقطتين، فالصراط المستقيم هو أقرب طريق يوصل إلى الحق، والهداية هنا هي التوفيق لأقرب طريق موصل إلى الله تعالى. ومعنى النص الكريم: من أجاب داعي الحق، وقام بالأوامر والنواهي على وجهها الأكمل، وفقه الله تعالى إلى طريقه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه، ويصل بذلك إلى القرب من الله تعالى، فإن الذي يتقرب إلى الله تعالى بالطاعات يصل إلى إدراك نوراني لحقائق العبودية.
ولقد قال البيضاوي في تفسير هذه الآية: يصلون بسلوكه جناب القدس، ويفتح عليهم أبواب الغيب"، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "من عمل بما علم ورثه الله علم ما لم [ ص: 1750 ] يعلم"، وإنه قد ورد أن العبد يتقرب إلى الله تعالى بنوافل الطاعات حتى يصير الله تعالى بصره الذي يبصر به وسمعه الذي يسمع به) .
وإن ولذا قال سبحانه: الأساس في الارتفاع إلى هذه المقامات العليا هو طاعة الله وطاعة رسوله،
* * *