حرصه على العلم
[فصل]
، مواظبا عليه في جميع الأوقات التي يتمكن منه فيها، ولا يقنع بالقليل مع تمكنه من الكثير، ولا يحمل نفسه ما لا يطيق؛ مخافة من الملل، وضياع ما حصل، وهذا يختلف باختلاف الناس والأحوال. ومن آدابه المتأكدة أن يكون حريصا على التعلم
وإذا جاء إلى مجلس الشيخ فلم يجده انتظر ولازم بابه، ولا يفوت وظيفته إلا أن يخاف كراهة الشيخ لذلك؛ بأن يعلم من حاله الإقراء في وقت بعينه وأنه لا يقرئ في غيره.
وإذا وجد الشيخ نائما أو مشتغلا بمهم لم يستأذن عليه، بل يصبر إلى استيقاظه أو فراغه، أو ينصرف، والصبر أولى كما كان - رضي الله عنهما - وغيره يفعلون. ابن عباس
، والنشاط، وقوة البدن، ونباهة الخاطر، وقلة الشاغلات، قبل عوارض البطالة، وارتفاع المنزلة؛ فقد قال أمير المؤمنين وينبغي أن يأخذ نفسه بالاجتهاد في التحصيل في وقت الفراغ - رضي الله عنه -: تفقهوا قبل أن تسودوا . عمر بن الخطاب
[ ص: 51 ] معناه: اجتهدوا في كمال أهليتكم وأنتم أتباع قبل أن تصيروا سادة؛ فإنكم إذا صرتم سادة متبوعين امتنعتم من التعلم؛ لارتفاع منزلتكم، وكثرة شغلكم.
وهذا معنى قول - رضي الله عنه -: تفقه قبل أن ترأس، فإذا رأست فلا سبيل إلى التفقه. الإمام الشافعي