[ ص: 59 ] موقف السلف منه
[فصل]
ينبغي أن يحافظ على تلاوته ويكثر منها، وكان . السلف - رضي الله عنهم - لهم عادات مختلفة في قدر ما يختمون فيه
فروى عن بعض السلف - رضي الله عنهم - أنهم كانوا يختمون في كل شهرين ختمة واحدة. ابن أبي داود
وعن بعضهم: في كل شهر ختمة.
وعن بعضهم: في كل عشر ليال ختمة.
وعن بعضهم: في كل ثمان ليال.
وعن الأكثرين: في كل سبع ليال.
وعن بعضهم: في كل ست.
وعن بعضهم: في كل خمس.
وعن بعضهم: في كل أربع.
وعن بعضهم: في كل ثلاث.
وعن بعضهم: في كل ليلتين.
وختم بعضهم في كل يوم وليلة ختمة.
ومنهم من كان يختم في كل يوم وليلة ختمتين.
ومنهم من كان يختم ثلاثا، وختم بعضهم ثمان ختمات أربعا بالليل وأربعا بالنهار.
فمن الذين كانوا يختمون ختمة في الليل واليوم - رضي الله عنه - عثمان بن عفان ، وتميم الداري ، وسعيد بن جبير ، ومجاهد ، وآخرون. والشافعي
[ ص: 60 ] ومن الذين كانوا يختمون ثلاث ختمات سليم بن عمر - رضي الله عنه - قاضي مصر في خلافة رضي الله عنه. معاوية
وروى أنه كان يختم في الليلة أربع ختمات. أبو بكر بن أبي داود
وروى أبو عمر الكندي في كتابه في قضاة مصر أنه كان يختم في الليلة أربع ختمات.
قال الشيخ الصالح أبو عبد الرحمن السلمي - رضي الله عنه -: سمعت الشيخ يقول: كان أبا عثمان المغربي ابن الكاتب - رضي الله عنه - يختم بالنهار أربع ختمات وبالليل أربع ختمات.
وهذا أكثر ما بلغنا من اليوم والليلة .
وروى السيد الجليل أحمد الدورقي بإسناده عن ، عن منصور بن زاذان عباد التابعي - رضي الله عنه - أنه كان يختم القرآن فيما بين الظهر والعصر، ويختمه أيضا فيما بين المغرب والعشاء في رمضان إلى أن يمضي ربع الليل.
وروى بإسناده الصحيح أن أبو داود كان يختم القرآن فيما بين المغرب والعشاء. مجاهدا
وعن قال: كان منصور علي الأزدي يختم فيما بين المغرب والعشاء كل ليلة من رمضان.
وعن قال: كان أبي يحتبي فما يحل حبوته حتى يختم القرآن. إبراهيم بن سعد
وأما الذي يختم في ركعة فلا يحصون لكثرتهم، فمن المتقدمين ، عثمان بن عفان ، وتميم الداري - رضي الله عنهم – ختمه في كل ركعة في وسعيد بن جبير الكعبة .
[ ص: 61 ] وأما الذين ختموا في الأسبوع مرة فكثيرون، نقل عن - رضي الله عنه - عثمان بن عفان ، وعبد الله بن مسعود ، وزيد بن ثابت - رضي الله عنهم - وعن جماعة من التابعين وأبي بن كعب كعبد الرحمن بن يزيد ، وعلقمة رحمهم الله. وإبراهيم
والاختيار أن ذلك يختلف باختلاف الأشخاص، فمن كان يظهر له بدقيق الفكر لطائف ومعارف فليقتصر على قدر ما يحصل له كمال فهم ما يقرؤه.
وكذا من كان مشغولا بنشر العلم أو غيره من مهمات الدين ومصالح المسلمين العامة فليقتصر على قدر لا يحصل بسببه إخلال بما هو مرصد له.
وإن لم يكن من هؤلاء المذكورين فليستكثر ما أمكنه من غير خروج إلى حد الملل والهذرمة.
وقد كره جماعة من المتقدمين الختم في يوم وليلة، ويدل عليه الحديث الصحيح عن - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [ ص: 62 ] عبد الله بن عمرو بن العاص رواه لا يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث أبو داود والترمذي وغيرهم، قال والنسائي : حديث حسن صحيح، والله أعلم. الترمذي