[ ص: 115 ] حسن الوقف
[فصل]
وأن يقف على الكلام المرتبط، ولا يتقيد بالأعشار والأجزاء؛ فإنها قد تكون في وسط الكلام المرتبط، كالجزء الذي في قوله تعالى: ينبغي للقارئ إذا ابتدأ من وسط السورة أو وقف على غير آخرها أن يبتدئ من أول الكلام المرتبط بعضه ببعض، وما أبرئ نفسي وفي قوله تعالى: فما كان جواب قومه [ ص: 116 ] وقوله تعالى: ومن يقنت منكن لله ورسوله وفي قوله تعالى: وما أنـزلنا على قومه من بعده من جند من السماء وفي قوله تعالى: إليه يرد علم الساعة وفي قوله تعالى: وبدا لهم سيئات وفي قوله: قال فما خطبكم أيها المرسلون
وكذلك الأحزاب كقوله تعالى: واذكروا الله في أيام معدودات وقوله تعالى: " قل هل أنبئكم بخير من ذلكم " .
فكل هذا وشبيهه لا ينبغي أن يبتدأ به، ولا يوقف عليه؛ فإنه متعلق بما قبله، ولا يغترن بكثرة الغافلين له من القراء الذين لا يراعون هذه الآداب، ولا يفكرون في هذه المعاني.
وامتثل ما روى بإسناده عن السيد الجليل الحاكم أبو عبد الله - رضي الله عنه – قال: «لا تستوحش طرق الهدى لقلة أهلها، ولا تغترن بكثرة الهالكين، ولا يضرك قلة السالكين» . الفضيل بن عياض
[ ص: 117 ] ولهذا المعنى قالت العلماء: قراءه سورة قصيرة بكاملها أفضل من قراءة بعض سورة طويلة بقدر القصيرة؛ فإنه قد يخفى الارتباط على بعض الناس في بعض الأحوال.
وقد روى بإسناده، عن ابن أبي داود المعروف - رضي الله عنه – قال: كانوا يكرهون أن يقرؤوا بعض الآية ويتركوا بعضها. عبد الله بن أبي الهذيل التابعي